منتديات الحفظة للقرآن الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

نرحب بك ونتمنى لك قضاء أسعد الأوقات برفقتنا..

وإن شاء الله تستفيد وتفيد بما لديك..

نشكرك لانضمامك إلى كوكبتنا..
منتديات الحفظة للقرآن الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

نرحب بك ونتمنى لك قضاء أسعد الأوقات برفقتنا..

وإن شاء الله تستفيد وتفيد بما لديك..

نشكرك لانضمامك إلى كوكبتنا..
منتديات الحفظة للقرآن الكريم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات الحفظة للقرآن الكريم
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  ابن باديس والمنافحة على العربية:

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
طلاع الثنايا
حافظ ذهبي
حافظ ذهبي
طلاع الثنايا


ذكر عدد الرسائل : 244
تاريخ التسجيل : 04/10/2010

 ابن باديس والمنافحة على العربية: Empty
مُساهمةموضوع: ابن باديس والمنافحة على العربية:    ابن باديس والمنافحة على العربية: I_icon_minitimeالخميس ديسمبر 23, 2010 3:02 pm

تتعاقب الأيام وتتزاحم الأحداث وتتلاحق، وتتوالى الذكريات على المرء فيجد نفسه واقفا إزاءها حائرا لا يدري على أيٍّ منها يركز اهتمامه. أعلى الحاضر من أجل وعيه وفهمه وإدراك أبعاده؟
أم على الماضي لاستيعابه ونقده واستجلاء ما فيه من أمجاد؟. ولكل من هذين خطره وأهميته في تكوين الرجال وإعداد القادة لمواجهة المستقبل والمسك بزمام الأمور.
إن الماضي والحاضر صنوان مترابطان لا ينفصل أحدهما عن الآخر، ولهذا السبب ينبغي أن يكون حاضرنا غير مبتوت الصلة بماضيه، بل يُعدّ امتدادًا له وثمرة من ثمراته.
ومن واجب كل دارس إذا أراد أن يفهم حاضر أمة عليه أن ينظر في ماضيها، ويستوعب تاريخها وما قدَّمه رجالها من أعمالٍ تخلد ذكرهم وتُبقي عليه؛ لأنه ليس هناك أيّ مجتمع من المجتمعات يُمكنه أن يستأنف حياته العقائدية والثقافية واللّغوية والفكرية انطلاقا من معْلم يختاره في حاضره دون أن يكون لماضيه دور ونصيب في تشكيل مكونات آنه وحاضره الذي يعيش فيه.
لعلّ هذا التحليل الذي تقدّم يصلح ليكون مثالا حيًّا، ومسوّغا كافيا للحديث عن قطب من أقطابنا وواحد من أبرز المجدّدين في حياتنا المعاصرة، ومن الذين أذَّنوا في الناس بفجر جديد يحمل معه بوارق نهضة شاملة في بلد عزيز عانى أهله من استلاب مقيت ديني وفكري ولغوي؛ ولم يكن هذا القطب سوى الشيخ عبد الحميد بن باديس باعث النهضة الجزائرية وقائد الحركة الإصلاحية ومؤسّسها، فقد استنهض الهمم وبثَّ العزائم وقام مع ثلة من صحبه بعمل حضاري امتدَّ عبر الزمان وتولَّدت عنه كل حين محركات ودوافع الاستمرار لهذا المجتمع في الطريق السليم الّذي اختاره.
إن تحليله العميق لجوهر ما تحتاجه الأمّة الجزائرية في المرحلة الّتي عاشها في وطنه دفعه إلى اختيار المواجهة عن طريق بوابات الإصلاح والتّربية والثقافة واللّغة إيمانا منه بمركزية تغيير الإنسان كجوهر لتغيير حركية التاريخ مصداقا لقوله تعالى:" إن الله لا يغير ما بقوم حتّى يغيروا ما بأنفسهم" .
لقد أُتيح لابن باديس من خلال هذا الفهم العميق أن يحدّد لنفسه مشروعا حضاريا ينوي به استعادة بناء الأمة الجزائريّة الّتي اختار لها ثلاثة أبعاد أساسيّة هي: الدّين واللّغة والتّاريخ، وذلك من خلال ثلاثيته المعروفة:" الإسلام ديننا والعربية لغتنا والجزائر وطننا ".
إذا كان ابن باديس قد وجَّه اهتمامه لكل هذه الأبعاد فقد وفَّى وما قصَّر في حقِّ بُعْدٍ واحد، ومع أنه
لا يمكن لهذا المقال أن يتناولها جميعا، فإنه يأخذ منها جانبا واحدا وهو المنافحة على العربيّة الّتي عدَّها ابن باديس من واجباته وربطها في كل تدخلاته بالإسلام وكأنهما وجهان لعملة واحدة.
فالعربية عنده تمثل ذاكرة الأمة الّتي تمتدّ بها عبر الزمان الماضي، وتمثّل جسور الاتّصال بحاضرها، وتعتلي هضبة التشوّف نحو مستقبلها، فهي أكثر من أداة تبليغ ووسيلة اتصال؛ إنما هي رابطة ومقوم أساسي يربط بين أجيال الأمة المتعاقبة الّتي توزعت على ورثة بناء حضارتها وتاريخها.
وإدراكا منه لدور العربية في توثيق رابطة الأمة قارنها باللاتينيّة مخاطبا إخوانه بقوله:" إذا كانت الأمم اللاتينيّة-على ما بينها من تزاحم وتخاصم وتقاتل وتناحر- ترتبط برابطة اللاتينيّة وتتفاخر بثقافتها، وتعقد المجتمعات العظيمة لتقوية روحها وتمتين حبل التمسك بها، فنحن –أبناء العربية- وليس بيننا شيء من تلك المفرِّقات، بل ما بيننا إلا ما يقرب بعضنا من بعض من المؤلِّفات والمحزنات، أحقّ بأن نفعل مثلهم وأكثر منهم في لغتنا العربية " .
لقد أدرك ابن باديس أبعاد خطة الاستعمار ومخاطرها على الشعب الجزائري ولغته، فقد عمل الاستعمار على إقصائها وتهميشها وإبعادها من ميادين الحياة، وإحلال الفرنسيّة محلها، وتغريم وسجن من يُعلّمها بلا رخصة، ولذلك نهض بعبء الدفاع والمنافحة عنها، وعقد عزمه على المقاومة المشروعة في تعليم الدين واللغة مهما كلفه ذلك، وَوَجد في قانون الثامن مارس القاضي بمنع تدريس العربية
من غير رخصة مناسبة ملائمة ليرد على أعدائه وليستوعب ما يراد بأمته ولغته، ويفهم بأن هذا القانون هو سلاح جديد أشهر على الأمة " لمحاربتها في أعز عزيز عليها، وأقدس مقدس لديها وهو قرآنها ودينها ولغة قرآنها ودينها " .
لم يُقصِّر ابن باديس في المنافحة على العربية والمرابطة على ثغرها، والسعي في تبليغها؛ لأنه يؤمن بعبقريتها، ومالها من أثر في حياته، فقد تشرّب علومها وتذوق آدابها على يد شيوخه الذين يعود لهم الفضل في تحْبيبها له أمثال: حمدان لونيسي ومحمد الطاهر ابن عاشور والشيخ الخضر بن الحسين.
ولم تتوقف جهود ابن باديس في المنافحة عن العربية في مجال القول بل تعدته إلى الفعل التربوي البناء الذي أثمر نخبة ممن يحملون لواء المنافحة عن العربية والدفاع عنها، ونبغ بعضهم في علومها وآدابها، ويكفي إلقاء نظرة على تلاميذ الجمعية وشعرائها وصحفييها من أمثال: محمد العيد آل خليفة والفضيل الورتلاني والشبوكي وغيرهم.
واعترافا بفضل العربية دعا إخوانه إلى تكريمها؛ لأنها تشربت عقولهم، وغذّت أرواحهم من بيانها العذب وأنارت عقولهم من شمسها المضيئة، وخصّ بهذه الدعوة الأدباء والشعراء وأوصاهم بدراسة آدابها، والمزيد من التعرّف على الآداب الغربية في لغاتها؛ إيمانا منه بأن الاتّصال بلغات أجنبية يبوئ لهم منزلة أدبية عالمية .
لقد كان عمل ابن باديس يرمي لتعود للعربية جدّيتها وفعاليتها كوعاء للفعل الحضاري المنتج، وأداة للتبليغ والتفكير والبحث العلمي، والتواصل بين شعوب العالم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ابن باديس والمنافحة على العربية:
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الحفظة للقرآن الكريم :: ..:: القســـــــــــــــم العـــــــــــــــــــام ::.. :: منتدى الشعر والأدب-
انتقل الى: