كرمت جائزة راشد بن أحمد المعلا للقرآن الكريم والثقافة الاسلامية بأم القيوين بمقر الجائزة الليلة قبل الماضية
الطفل عبدالله امير احمد شغالة (7 سنوات) من الجمهورية العربية السورية وهو أصغر حافظ للقرآن الكريم في العالم.. حيث قام المستشار جاسم سيف بوعصيبة امين عام الجائزة بتقديم المكرمة المقدمة من الشيخ عبدالله بن راشد المعلا رئيس مجلس امناء الجائزة تقديرا وتشجيعا له وذلك بحضور اعضاء مجلس الجائزة ووالد الطفل..
وأشاد المستشار جاسم سيف بالمستوى الطيب للحافظ الصغير وقال «اننا لم نتردد لحظة ان نشارك في الاحتفاء به وتكريمه، وقد حرص الشيخ عبدالله بن راشد المعلا على تكريمه وتقديره مؤكدا ان من اهداف الجائزة التى رسمها صاحب السمو الشيخ راشد بن احمد المعلا عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين رعاية وتكريم حفظة كتاب الله.
(جريدة البيان : 17/02/2004م)
تعليق :
قال بعض من التقى به : قد أكرمني الله في لقاء معه ...وكان برفقة عمه , والموجه التربوي الذي يشرف على دراسته..
المعجزة في هذا الطفل أنه لم يدخل المدرسة أبدا , لكن الموجه التربوي معه دائما يتابع له دروسه المقررة .. وعمره كان لا يزيد عن عشرة سنوات وهو الآن في الصف الثالث الإعدادي , لأنه ينتقل في كل عام مرحلتين من الدراسة .. وقد تكلم معنا الموجه وقال لنا في الحرف الواحد : إنه يقرأ الصفحة مرة واحدة ومن ثم يحفظها غيبا , كأننا والله نجد أمامنا الإمام أبي حنيفة النعمان رضي الله عنه ..
حدثنا عن إجازته التي حصل عليها لأصغر طفل في العالم يحفظ القرآن , وكيف التقى بأجل العلماء الكرام أمثال الدكتور يوسف القرضاوي وغيره من العلماء الذين أثنوا عليه ثناء متميزا في حفظه للقرآن الكريم , وتلاوته مع التجويد وكان لا يتجاوز عمره خمس سنوات .. وقد أكرمه الشيخ زايد – رحمه الله – وأعطاه الجنسية الإماراتية لكنه رفض الطفل الموهوب , لأنه لا يحب أن يتخلى عن جنسيته السورية ..
كيف بدأت رحلته مع حفظ القرآن :كان يصحبه أبوه إلى محله – وكان عمره ثلاث سنوات – سمع أغنية لأم كلثوم من المحل المقابل , وفي طريق العودة إلى بيته أعاد على مسامع أبيه الأغنية كاملة , حينها قال والده : ابني يملك موهبة فذة في الحفظ فلمَ لا نسخرها له في حفظ القرآن الكريم .. أرسله إلى جدّه الذي كان يعمل مدرسا في الثانوية الشرعية بحلب , وكان قد حفظ القرآن وعمره عشر سنوات ..
بدأ جده , وبمساعدة والده رحلته مع الطفل الموهوب في حفظ القرآن وحفظ الأحاديث النبوية , ولم يبلغ الرابعة من عمره حتى أتم الله عليه نعمة حفظ القرآن الكريم ..
والعجيب في الأمر أنه كان يؤم المصلين في صلاة التراويح في جامع عبد الله بن عباس وعمره لا يزيد عن خمس سنوات ..
سألت عمه : هل في بيت عبد الله شغالة تلفاز , وهل لاحظتم على الطفل أشياء مختلفة عن الآخرين ؟؟..
فأجابني : لا !!..
حاولنا أن نسأله عن بعض الأحاديث النبوية التي تدخل في باب الصلاة أو الزكاة .. فذكرها لنا بسرعة البرق مع ذكر الرواي والمحدث لها ..
كذلك في كتاب الله كانت الأسئلة , والعجيب أنه لم يخطئ أبدا , وكان يتلو لنا الآيات مع التجويد ..
لكن السؤال الذي هزّ مشاعر الجميع حين طرحنا عليه سؤالا :
لمَ حفظت القرآن , وما أمنيتك ؟؟..فأجابنا إنه حفظ القرآن لأنه كتاب الله العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه , وأمنيته الوحيدة التي يتمناها هو أن ينصر الله الإسلام والمسلمين , ويعيد له عزته وكرامته ...
إن الذي أعان هذا الطفل على تنمية مواهبه , وتسخيرها في حفظ القرآن هي البيئة التي نشأ فيها , مع العلم بأنه من عائلة فقيرة تسكن في أحياء حلب القديمة , وربما كانت لا تملك قوت يومها .. لكن هذه البيئة التي نشأت على التمسك بكتاب الله وسنة الحبيب كان لها الأثر العميق في الطفل , وتنمية موهبته الفذة ..
وكثيرا ما نجد في بيئتنا – للأسف – أطفال يملكون مواهب لكن البيئة تكون غافلة عنها , نجدهم يحفظون الأغاني والمسلسلات والدعايات التافهة بسرعة البرق؟؟؟...
ليتنا نتخذ من هذا الطفل الموهوب , ومن بيئته المحافظة مثلا لنا .. والله حينها نجد الأمة الإسلامية ستخرج لنا من بطونها محمد الفاتح , وصلاح الدين , وخالد بن الوليد و و و ....وسنبني الأمة بسواعد هؤلاء الفتية , وتعود للأمة عزتها وكرامتها ...
( منقول بتصرف يسير )