رسالة إلى فتاة مستهترة.. بقلمي المتواضع..

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد :

إنه لمن المؤلم حقا أن ترى فتاة مسلمة تنتمي إلى بيت مسلم - محافظ - تجرها الأهواء.. وتخدعها الأزياء.. ومما يزيد الطين بلة أن يتسلط عليها ذئب بشري أو ذئاب بشرية عدة.. فهذا بغمزة وذاك بهمسة وآخر بلمسة.. فيحصل ما هو أدهى وأمر..

نعم.. عندما تستجيب الفتاة لمثل هذه الغمزات واللمسات.. وتجدها في مرحلة المراهقة بدون مراقبة مادية أو معنوية.. فلا أهل يستطيعون مراقبتها ولا وازعا دينيا يصرفها عن استهتارها وطيشها وتسكعها في الشوارع والدروب.. ومرافقتها لصديقات السوء والذنوب.. بالإضافة إلى المراهقين من الذئاب المسلوبين من العقل والحياء والدين..

والله الذي لا إله غيره.. إنه ليحز في نفسي أن أرى مثل هذه الصور الدنيئة.. خاصة إذا كنت أعرف الفتاة وأهلها.. وكم وددت أن يكون الناس كلهم يحسون بهذا الإحساس.. ويغارون على محارم الله التي تنتهك صباح مساء..

إن هاته الفتاة المستهترة فتاة خائنة.. لا تستحق الثقة.. خانت أهلها ومجتمعها ودينها.. فخانت ربها ونبيها..وسيأتي الوقت الذي ستخون فيه نفسها..

والله إني لأتعجب ؛ كيف تستطيع هذه الفتاة مرافقة شاب لا يستطيع شاب سوي عاقل مرافقته؟!! هل ترافقه بدافع الحب والزواج؟؟! هذا محال.. لأنه مرة معها ومرة مع غيرها ومرارا يجمع بين كثيرات..

إذن ما الجواب؟؟؟ سؤال محير عجيب لا يستطيع أحد الجواب عليه إلا تلك الفتاة المستهترة..

إذا كانت هاته الفتاة لم تخف من الله ولم تخف من الناس وأهلها.. أفلا تخاف على نفسها.. لاسيما إذا كانت هاته الفتاة تملك من الجمال قسطا.. ومن الشباب جزءا..

إنني أعرف فتيات من هذا النوع - وهن عديدات- ولكن أقتصر على ذكر الفتاة المميزة التي لم أكن أشك في إخلاصها ووفائها.. أو بصيغة أخرى لم أكن أظن أنها تخبئ وراءها كل هذه الحقارة والوضاعة والسفاهة..

إنها فتاة في مقتبل العمر.. جميلة إلى حد ما.. ليس لي بها معرفة شخصيا ولكن أعرف أهلها جيدا.. ترتدي غطاء للشعر- ولا أقول حجابا لأن للحجاب شروط -.. صدمت صدمة كبيرة عندما رأيت أحد الأوباش الديوثين مرافقا لها جنبا إلى جنب.. وهو يسبها ويشتمها ويمسك يدها وهي تضحك متذللة له.. خاضعة له.. وكأنه أبوها - ولو كان فعلا ما سمحت له بذلك الكلام البذيء الساقط -.. كانت هذه أول مفاجأة.. تبعتها عدة مفاجآت.. وكانت الثانية أشد من الأولى؛ إذ لم تكن ترافق شخصا واحدا وإنما شخصان.. هذه المرة تبعتها لأجعلها تعلم أني رأيتها.. وحقا رأتني بعد أن دخلنا دربا خاليا لا يمر الناس منه إلا ناذرا.. فما إن رأتني حتى أسرعت وكأنها لم تكن مع رفيقيها الأوباش.. فعدت وأنا أتميز من الغيظ.. ومع ذلك لم تعر المسألة اهتماما وعادت إلى عادتها القديمة.. وكررت القضية مرارا.. وكلما رأتني غيرت الطريق ظنا منها عدم رؤيتي لها وهي متلبسة بلباس المعصية والاختلاط المحرم الممنوع..

ومازالت الأيام تعيد نفسها.. ومازال التاريخ يعيد نفسه..

لقد سردت كل هذا الكلام لا رغبة مني في تطويل الموضوع.. ولكن ليعلم القارئ أني لا أتكلم عن تجربة الآخرين.. ولكن عن تجربة شخصية عشتها.. إنه الواقع الأليم.. والخطب الجسيم.. أن تبقى هاته الفتاة على استهتارها وحمقها.. والله إني أصبحت أستحي أن أشعرها بأني رأيتها على تلك الحالة.. لأنها باتت لا تستحي من أحد من العالمين.. إنها لا تستحي من خالقها فكيف بخلق خالقها !!

أيتها الفتاة المستهترة.. هل تظنين أن زواجا يمكن أن يتم بطريقة التعارف في الأزقة والدروب؟؟ هل تظنين أن علام الغيوب غافل عما تفعلين من ذنوب ؟؟ هل تحسبين أن نهايتك ستكون سعيدة مع ذلك الذئب المخادع ؟؟ هل تظنين أنك فتاة شريفة عفيفة تصون نفسها وتحفظ سيرتها من أن تهان وتدنس ؟؟

لا وألف لا.. إن أمثالك ليسوا بالعفيفات الطاهرات.. إن أمثالك لا يقبل الزواج بهن إلا ديوث يرضى المنكر في أهله.. إن أمثالك أقرب إلى العهر من الطهر.. ولا حول ولا قوة إلا بالله..

إن من رضت بالسب والشتم ممن لا يحق له ذلك.. فتاة مغبونة تائهة تافهة لا تستحق الشفقة والرحمة.. لأنها لم ترحم نفسها ولم تحترم أهلها ولم تطع ربها.. فستعيش ذليلة لهواها.. يسخر منها القاصي قبل الداني.. ويشير إليها البعيد قبل القريب.. كلما ذكرت أسماء المحتقرات الوضيعات الساقطات ذكر اسمك.. لا تحسبي أن المجتمع ينظر إليك بعين إجلال واحترام.. أو بعين تعظيم وثناء.. ولكنهم ينظرون إليك بعين ازدراء وانتقاص - وأنا أول الناظرين-..

أما الفتاة العفيفة.. المستعلية بإيمانها.. المفتخرة بدينها.. المعتزة بحيائها وحجابها.. تلك الفتاة التي لا ترضى أن تمسها يدٌ ساقطة.. أو أن تنظر إليها عينٌ فاجرة.. تلك الفتاة التي تجردت من الأهواء والشهوات والشبهات.. وجعلت همها الشاغل طاعة رب الأرض والسماوات.. ولم تجعل هدفها من هذه الحياة في الحب والترهات..

هذه الفتاة هي بحق من تعيش عيشة السعداء الأغنياء الأعزاء النبلاء الأوفياء.. لا شيء يعترضها ولا حاجزا يحتجزها.. كل الناس ينظرون إليها بعين الرضا والامتنان..

هذه الفتاة هي التي يمكن أن نعلق عليها آمالنا وأحلامنا في تربية الأجيال وتنشئتهم على الصلاح.. فإذا كانت زوجة.. فنعم الزوجة تكون؛ تحفظ نفسها وتطيع زوجها وتربي أولادها..

أما الفتاة المستهترة إذا كانت زوجة.. فبئس الزوجة تكون؛ تخون زوجها وتهمل أولادها وتضر نفسها وأهلها..

فيا من أنعم الله عليها بشيء من العقل والإيمان..
أما آن لك أن تقلعي عن ذنبك.. وترجعي إلى ربك..
أما آن لك أن تمحي ما فات.. وتستفيقي من الغفلات..
أما آن لك أن تتنبهي إلى نفسك قبل أن تودعي في رمسك..
أما آن لك أن تعتزي بنفسك قليلا وتطيعي ربك جل وعلا..
يا من اسود كتابها بالسيئات..
يا من امتلأ قلبها بالشهوات..
يا مضيعة للأمور الواجبات..
يا متشبهة بالسافرات الباغيات..
يا مرافقة للمستهترين والمستهترات..
يا خائنة لبارئ الأرض والسماوات..
يا من ستلحقين بالأموات..
يا من ستبكين بالزفرات والآهات والصيحات..

التوبة التوبة.. قبل أن تطلبي الأوبة.. فيقال: فات.. فات وقت الهفوات.. فات وقت الزلات.. فات وقت الباقيات الصالحات.. ولم يبق إلا العرض على رب البريات.. وإن ما توعدين لآت آت آت..

وأختم بالصلاة والتسليم على من بعثه الله رحمة للمؤمنين والمؤمنات.. وعلى آله وأصحابه أهل الفضل والحسنات..

بشرى سارة..
الحمد لله تعالى.. يهدي من شاء.. متى شاء.. بالكيفية التي يشاء.. لقد تزوجت فتاتنا المستهترة وهي الآن أم.. وقد هداها الله جل وعلا إلى الطريق القويم والصراط المستقيم.. فأسأل الله الذي ردها إليه ردا جميلا أن يرد إليه بنات المسلمين ونساءهم.. إنه ولي ذلك والقادر عليه..
في يوم الجمعة07/03/2003

مشرفة عدد الرسائل : 1025 تاريخ التسجيل : 15/05/2008

ان ما نراه الآن أمام أبواب المدارس و في الجامعات و المؤسسات ...
من أحوال الفتيات لشيء يدمي القلب فعلا
أين الحياء ؟ أين الحياء ؟؟؟
لا أعرف ما أقول فقد قلت كل شيء
نسأل الله أن يهدي فتياتنا
اللهم أصلح حال فتياتنا
آمين يارب

جزاك الله خيرا يا أخي على هذا الموضوع المتميز

فعلا الأمر لا يعدو أن يكون لهو لكن للأسف العواقب تكون خطيرة
لا أعتقد اخواني أخواتي أن أحدكم يتجادل معي في ان الأمر يسوء يوما بعد يوم
فمثلا أيمنا تختلف عن أيام الذين أتو بعدنا
قبل شهور قليلة سمعت عن شجار نشب بين فتاتين في الثانوية الاعدادية عبد السلام بن مشيش أفضى الى علامة في وجه أحدى البنتين والأخرى في غيائب السجن
والأمثلة كثيرة اللهم احفضنا ناهك عن القصص الغرامية المقتبسة من المسلسلات المكسيكية والمصرية
الأمر خطير اخواني
في نظري نحتاج الى تربية دينة ليفهم الناشئة الجنس فهما اجابيا
ليس البنات وحدهم الخاسر الكل سيخسر صدقوني ان مشينا في الطريق المسدود
شكرا اخي على الجرئة

بارك الله فيك على الإضافة النيرة.. وأشكر لك غيرتك على أخواتنا..

بارك الله فيك أخي الكريم موضوع جد مهم يعكس واقعا مؤلما يعيشه الشباب في مختلف مراحلهم .. فاللهم اهدى جميع بنات وشباب المسلمين وارزقهم الحياء والعفة اللهم امين .

اللهم آميييين..
شكرا لمرورك المبارك..

اللهم استر المسلمين والمسلمات في كل مكان
بارك الله فيك اخي على الموضوع المفيد ياليت الكل يقراه ويريت يكون مواضيع اخرى بنفس المعنى لكن بصيغة اخرى

اصلح الله بنات المسلمين وانار طريقهم
بارك الله فيك اخي
والله يهدي الجميع

» رسالة الى كل فتاة مسملة
» الكلمة المؤثرة.. بقلمي المتواضع..
» الأخوة المفقودة.. بقلمي المتواضع..
» رسالة الى متبرجة
» هذه وصيتي.. صورة شعرية بقلمي المتواضع..