أختي محبة الفردوس
اسمحي لي ان أشارك في هذه الحملة الرائعة بهذه الكلمات :
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
“وقالوا سمعنا وأطعنا”..
بسم الله الذي بنعمتـه تـتم الصالحــات، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين، المبعوث رحمة للعالمين..
وبعد..
فلم تكن هذه الكلمات لتجد طريقها إليك أختنا الكريمة لولا أننا نريد لك خير الدنيا وصلاح الآخرة.. وفي هذه الرسالة، نخاطبك بكل ما من شأنه أن يثير فيك -أخيّتي- الرغبة في إحقاق الحق وإثبات واقع الإسلام كما يريده الله عز قدره وجل شأنه..
نخاطب فيك معاني الإسلام الجميلة التي تزين قلبك المؤمن..
نخاطب فيك إنسانيتك الحبلى بالمشاعر الدافئة تجاه أمتك..
نخاطب فيك أنوثتك المشرقة بلآلئ الحياء وجواهر الحشمة..
نخاطب فيك أسمى ما يراود وجدانك المفعم بالآمال الوضّـاءة..
أخــــيّــــــــتي،
يريدونك تابعة.. ونريدك قائدة.. يريدونك هزيلة.. ونريدك قوية.. يريدونك غائبة.. ونريدك حاضرة.. يريدونك غبية.. ونريدك ذكية.. يريدونك مقيدة.. ونريدك محررة.. يريدونك متخلفة.. ونريدك متطورة.. يريدونك ذليلة.. ونريدك عزيزة.. يريدونك مبتذلة.. ونريدك لؤلؤة مصونة..
إلــيـــك أخــتـــي
إليك يا من رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً ورسولا..
إليك يا من ارتفعت بالإسلام فوق الهوى
إليك يا من عزت بالقرآن على نساء الدنيا
إليك يا من سمت بالإيمان حتى قاربت النجوم
إليك يا من صانت جمالها
إليك يا من اختارها الله تعالى وتوّجها بالالتزام في قوله:
) يا أيها النبي قل لأزواجك و بناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤدين وكان الله غفورا رحيما (
إليك يا من جعلت من نفسها الذرة المكنونة
إليك يا من ارتقت بحجابها إلى العلا
إليك يا من خافت من ربها و جعلته الرقيب عليها
إليك يا من أطاعت ربها
) ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها(
لا أراك -أخيتي- إلا لطريق الحق تسلكين ولسبيل العزة تعبرين..
فهيا معـا، وعلى درب سيد الأولين والآخرين
تصحيح الحـجـــاب.. فرصة مقــاومة!
إن معركة الغرب في استهداف الإسـلام وطمس معالـمه الظاهرة والباطنة في النفس والمجتمع، لا تقِلّ ضَرَاوةً عن تلك التي تقوم بها آلة الحرب الصهيو-إمبريالية في بقاع عديدة من أرض الإسلام المباركة.. وإنـنــا أمام هذه الـمعركة المفتوحة التي تستهدف ثوابت أمتـنا ومقوماتهـا الحضـارية؛ لَمَدعوُون جميعا إلى رد الاعتبار لهويتـنا وصدّ كافة مظاهر الانحراف والتخلف التي تسيء لديننـا وتكرّس واقع الانحطاط الذي لا يخدم صحوتـنـا ونهضتـنـا في أي شيء..
ولعل من مظاهر الانحراف التي أضحت منتشرة، ما أصبح يطلق عليه بـ"حجاب الموضة" أو "الحجاب العاري" أو "حجاب الفضائيات" أو غيرها من المسميات.. تتعدد هذه التسميات والقضية واحدة، وهي أن الحجاب الشرعي أضحى يعاني من الإخلال بشروطه التي تضفي عليه الصفة الشرعية، ولم تعد صورته بذلك اللمعان الروحي الذي أراده الحق جل وعلا في تـنزيله المحفوظ..
عذرا اخيتي إن تطفلت قليلا أو دخلت باب قلبك من دون استئذان و لكني و الله أخاطب فيك أختي و أمي و ابنتي فأنت مربية الأجيال المجاهدين الذين ننتظرهم بفارغ الصبر. فكيف تكونين أمة لله إن لم تكوني ملتزمة بحجابك الشرعي الذي يرضي الله و رسوله
عذرا مرة أخرى لدخولنا قلبك من دون استئذان لكننا من خلال هذه الرسالة الصادقة، نقدم لكل الأخوات دعوة من قلب خالص إلى إعادة النظر في حجابهن حتى يكون كما قرره الشرع الحنيف وارتضاه للمرأة ليكتمل سترها ويحقق أهدافه الذاتية والحضارية..
شروط الحجاب الشرعي كالتالي:
1- أن يكون ساتراً لجميع البدن. ومن أدلة استيعاب الحجاب لجميع بدن المرأة: قول الله جل وعلا:
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} (59) سورة الأحزاب.
فعليك أختي المسلمة: بالحرص على أن يكون حجابك ساتراً لجميع بدنك لما في ذلك من البعد عن الشبهات وقطع الطريق عن الفساق
الذين يتربصون ببنات المسلمين في هذه الأزمان لاسيما وأن مقتضى الورع والحشمة هو الستر والاحتجاب الكامل عن أنظار الرجال الأجانب
2- أن لا يكون الحجاب في نفسه زينة: لأن الغاية من الحجاب هو تحصيل الستر والعفاف، فإذا كان الحجاب زينة مثيرة،
فقد تعطلت بذلك الغاية منه. ولذلك نهى الله جل وعلا عن ذلك فقال: { وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا }(النور:31)
فإبداء زينة الحجاب من التبرج المنهي عنه شرعاً، قال تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} (الأحزاب: 33)
3- أن يكون واسعاً غير ضيق: لأن اللباس الضيق يناقض الستر المقصود من الحجاب،
لذلك إذا لم يكن لباس المرأة المسلمة فضفاضاً فهو من التبرج المنهي عنه، إذ إن عورة المرأة تبدو موصوفة بارزة،
ويظهر حجم الأفخاذ والعجيزة ظهوراً كاملاً كما تظهر مفاصل المرأة مفصلاً مفصلاً وهذا كله يوجب تعلق النفوس الخبيثة والقلوب المريضة.
فعن أسامة بن زيد قال: كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم قبطية كثيفة كانت مما أهداها دحية الكلبي، فكسوتها امرأتي،
ففال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مالك لم تلبس القبطية؟ " قلت: يا رسول الله، كسوتها امرأتي،
فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مرها فلتجعل تحتها غلالة إني أخاف أن تصف حجم عظامها".
وعن أم جعفر بنت مقعد بن جعفر أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت:
(( يا أسماء إني قد استقبحت ما يصنع بالنساء أن يطرح على المرأة الثوب فيصفها))
فقالت أسماء: يا ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أريك شيئاً رأيته بالحبشة؟ فدعت بجرائد رطبة، فحنتها ثم طرحت عليها ثوباً،
فقالت فاطمة: "ما أحسن هذا وأجمله تعرف به المرأة من الرجل فإن مت أنا فاغسليني أنت وعلي، ولا يدخل علي أحد
" فلما توفيت غسلها علي وأسماء رضي الله عنهما)).
قال الألباني- رحمه الله- تعليقاً على الحديث: فانظر إلى فاطمة بضعة النبي صلى الله عليه وسلم كيف استقبحت أن يصف الثوب المرأة وهي ميتة،
فلا شك أن وصفه إياها وهي حية أقبح وأقبح، فليتأمل في هذا مسلمات هذا العصر اللاتي يلبسن من هذه الثياب الضيقة ثم يستغفرن الله تعالى،
وليتبن إليه وليذكرن قوله صلى الله عليه وسلم: "الحياء والإيمان قرنا جميعاً، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر ".
فعليك أختي المسلمة باقتفاء أثر أمهات المؤمنين فإن فيه صلاح الدنيا والدين وإياك والاغترار بما عليه جموع المتأخرين.
فكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف
4- أن يكون صفيقاً لا يشف: فثياب المرأة إذا لم يكن صفيقاً فإنه يجسد جسمها ومواضع الفتنة فيها،
وكذلك إذا كان شفافاً فإنه يبرز وجهها ولون بشرتها ويخالف الستر الذي هو غاية الحجاب.
وقد ورد وعيد شديد في النساء اللواتي يلبسن مثل هذه الألبسة التي هي أشبه بالعري إن لم تكن فتنتها أشد.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( صنفان من أهل النار لم أرهما،
قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة،
لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا" [رواه مسلم].
قال ابن عبد البر رحمه الله: "أراد صلى الله عليه وسلم من النساء اللواتي يلبسن من الثياب الشيء الخفيف الذي يصف ولا يستر،
فهن كاسيات بالاسم، عاريات في الحقيقة" .
5- أن لا يكون مبخراً ولا مطيباً: وقد وردت أحاديث كثيرة في تحريم خروج المرأة متعطرة،
فمن ذلك ما رواه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية" .
وعن زينب الثقفية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا خرجت إحداكن إلى المسجد فلا تقربن طيباً)) [رواه مسلم والنسائي].
ومن الواضح أن المرأة إذا خرجت مستعطرة فإنها تحرك داعية الشهوة عند الرجال، لذلك ورد التحريم في ذلك قطعاً لدابر الفتنة
وحفاظاً على طهارة المجتمع.
ومن تأمل حديث زينب وجد أن التحريم متعلق بالخروج إلى المسجد، وهو مكان طهارة وعبادة فما بال مريدة السوق والشوارع وغيرها.
6- أن لا يشبه لباس الرجال: لقوله صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من تشبه بالرجال من النساء ولا من تشبه بالنساء من الرجال " .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل " .
وهذه الأحاديث نص في تحريم التشبه مطلقاً بالرجال سواء في اللباس أو في غيره، ومن هنا كان على المرأة المسلمة
أن تحرص عن الابتعاد عن التشبه بالرجال في لباسها سواء كانت في البيت أو في خارج البيت لا سيما في عصرنا هذا،
حيث اختلطت الأمور ولم يعد المسلم يميز في كثير من بلاد المسلمين بين الرجل والمرأة، لشدة التشبه بينهما في اللباس،
وقد اكتسحت هذه الموجة جموعاً من المحجبات، فصرن يلبسن من ثياب الرجال تحت عباءاتهن مما يسقطهن في هذا المحظور والله المستعان.
7- أن لا يشبه لباس الكافرات: وذلك بأن تفصل المرأة المسلمة لباسها تفصيلاً يتنافى مع حكم الشرع وقواعده في موضوع اللباس،
ويدل على تفاهة في العقل وفقدان للحياء مما ظهر في هذا العصر وانتشر باسم الموديلات التي تتغير من سيئ إلى أسوأ،
وكيف ترضى امرأة شرفها الله بالإسلام ورفع قدرها، أن تكون تابعة لمن يملي عليها صفة لباسها، ممن لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر.
فاحذري أختي المسلمة: أن تتشبهي باليهود والنصارى أو غيرهم من المشركين في ملابسهم؛
لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال
( من تشبه بقوم فهو منهم)). وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال:
"رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم علي ثوبين معصفرين فقال: إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها".
8- أن لا يكون لباس شهرة: ولباس الشهرة هو الذي تلبسه المرأة لإلفات وجوه الناس إليها، سواء كان هذا الثوب رفيعا أو وضيعا،
لأن علة التحريم هي تحقق الشهرة في الثياب، فقد روي عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من لبس ثوب شهرة في الدنيا، ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة، ثم ألهب فيه نارا .
فاحذري أختي المسلمة، من الوقوع في هذا المحظور، فإن الحجاب الواجب لا يتحقق إلا باستكمال هذا الشرط الذي غفل عنه كثير من المسلمات
إذ يظن كثير منهن أن تفرد الثوب بوصف يجعله مشتهراً بين الناس ليس من المحظور في لبس الحجاب،
ولذلك تفشت ظاهرة التنافس في مثل هذا اللباس والله المستعان.
أختاه: فهذه الشروط الثمانية هي الشروط المعتبرة عند العلماء في الحجاب، فإذا رمت الستر والعفاف والحشمة والحياء،
وطاعة الله ورسوله، فعليك بمراعاتها في حجابك، فإن الحجاب لا يمكن أن يكون حجاباً إلا إذا استوفى تلك الشروط.
أخيتي! هل سنولي الأدبار ونلوذ بالفرار..
أم نحطم الصَّغـار ونتـخذ أسمى قــــرار..
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل