منتديات الحفظة للقرآن الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

نرحب بك ونتمنى لك قضاء أسعد الأوقات برفقتنا..

وإن شاء الله تستفيد وتفيد بما لديك..

نشكرك لانضمامك إلى كوكبتنا..
منتديات الحفظة للقرآن الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

نرحب بك ونتمنى لك قضاء أسعد الأوقات برفقتنا..

وإن شاء الله تستفيد وتفيد بما لديك..

نشكرك لانضمامك إلى كوكبتنا..
منتديات الحفظة للقرآن الكريم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات الحفظة للقرآن الكريم
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مبدأ الحوار الحر الهادف

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
إبن الجبل
مدير المنتدى
مدير المنتدى
إبن الجبل


ذكر عدد الرسائل : 34
تاريخ التسجيل : 09/06/2008

مبدأ الحوار الحر الهادف Empty
مُساهمةموضوع: مبدأ الحوار الحر الهادف   مبدأ الحوار الحر الهادف I_icon_minitimeالثلاثاء يونيو 10, 2008 4:55 pm

للحوار معان رفيعة و سامية في دلالاتها العميقة ... فهو مسحة راقية . فإذا رجعت إلى معنى الحوار وجدته : المراجعة في الكلام . مما يوحي بما ينبغي من رحابة الصدر وسماحة النفس ورجاحة العقل ، وما يحتاج إليه من ثقة ويقين وثبات ، وما يلزم من القدرة على التكييف والتجاوب التفاعل والتعامل المتحضر الراقي مع الأفكار والآراء جميعا .

فارتباط الحوار بمعنى الرجوع عن الشيء وإلى الشيء يثبت في الضمير الإنساني فضيلة الاعتراف بالخطأ ، ويركز على قيمة عظمى من قيم الحياة الإنسانية وهي القبول بمبدأ المراجعة بالمفهوم الحضاري الواسع الذي تجاوز الرجوع عن الخطأ إلى مراجعة الموقف برمته إذا اقتضت لوازم الحقيقة وشروطها هذه المراجعة ، واستدعى الأمر إعادة النظر في المسألة المطروحة للحوار على أي نحو من الأنحاء وصولا إلى إجلاء الحق
.

فالحوار قيمة من قيم الحضارة المستندة أساسا إلى مبادئ وتعاليم ، فهو موقف فكري ، وحالة وجدانية ، وهو تعبير عن أبرز سمات الشخصية المتسامحة
.

فالحوار ليس دعوة ولا مناظرة ولا مجادلة ولكنه صيغة جامعة وأسلوب من أساليب التقارب والتجاذب والتفاعل . ولذلك فإن من شروط الحوار الجاد الهادف أن يتصف بالحكمة والإعتدال والوعي . فينبغي علينا ألا نستأثر بالكلام وان لا نسترسل بما يخرج عن حدود اللباقــة
...
من هـــذا المنطلق توجب علينا فهم وتقدير مبدأ الحوار الأخلاقــي فهو يجب ان يعتمد على المكاشفة الصحيحة وعلى ابداء وجهات النظر الحقيقية لا المزيفة , وهنا أود أن أشير الى ان البعض قد يكون مقتنعا أحيانا بوجهة نظر الطرف الآخر ولكنه يأبى أن يطلق العنان للمنطق في التعبير عن ذلك ..بل انه يعتمد منهج الزيف في التعبير عن وجهة نظره خوفا من خروجه مما هو مألوف أو خجلا من الحقيقة .كما يجب ان يعتمد الحوار على التصريح بما يعتقده المتحاورون , بعيدا عن المجاملات , وبعيدا عن الخوف المصطنع من مواجهة الحقيقة ....فالخوف من المجهول يجب أن يدفعنا دائما لطرح كل ما لدينا من أفكار من خلال نافذة للضوء , لنظهر من خلالها حقيقتنا الواضحة والغير القابلة لأي لبس أو تزوير .إن اختباء البعض خلف مصطلحات مزيفة يجعلهم أكثر بعدا عن الحقيقة , بل ويجعلهم أكثر ضعفا في مواجهة استحقاقات هذا الزمن .. وبالتالي نجدهم دائما منغمسين خلف خلفياتهم المصطنعة , والتي تجعلهم أكثر جهلا بالحقيقة والمنطق....ان الواقع المرير قد أفرز طبقة من الناس همهم الأساسي هو اللعب على المصطلحات , واراقة الافكار هنا وهناك حيفا , وتشويه المعاني السامية للحوار المنطقي والهادف . مما يجعل مسألة الثقة في التعاطي مع هؤلاء شبه معدومة ....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة الإسلام
مشرفة
مشرفة
زهرة الإسلام


انثى عدد الرسائل : 1025
تاريخ التسجيل : 15/05/2008

مبدأ الحوار الحر الهادف Empty
مُساهمةموضوع: رد: مبدأ الحوار الحر الهادف   مبدأ الحوار الحر الهادف I_icon_minitimeالأربعاء يونيو 11, 2008 2:54 am

مشكور يا أخي ابن الجبل على هذا الموضوع المتميز.

الحوار هو ما نحتاجه في جميع مجالات حياتنا.
اسمح لي أخي أن أشارك في موضوع بهذه المساهمة :
الحوارهو القدرة على التفاعل المعرفي والعاطفي والسلوكي مع الآخرين، وهو ما يميز الإنسان عن غيره؛ مما سهل تبادل الخبرات والمفاهيم بين الأجيال. ويتم التواصل من خلال عمليتين هما : الإرسال ( التحدث ) والاستقبال ( الاستماع ).
1- أدب الاستقبال ( الاستماع ): يعد حسن الاستماع من أهم شروط التواصل الناجح مع الآخرين ويفيد الطرفين في استمرار الحوار والتواصل وشعور المتحدث بارتياح واطمئنان وشعور المستمع بالفهم الجيد والإلمام بموضوع الحوار مما يمكنه من الرد المناسب. ولتحيق الاستماع الجيد لا بد من توفر شروط منها :
* إقبال المستمع نحو المتحدث.
* عدم إظهار علامات الرفض والاستياء.
* عدم الانفعال أو إعطاء ردود فعل سريعة ومباشرة قبل إنهاء المتحدث كلامه ؛ كي يستمر المتحدث في الاسترسال ويستمر التواصل.

2- أدب الحديث ( الإرسال ): ويكون بالإقبال نحو المستمع، وعدم المبالغة في إظهار الانفعال وحركات الأيدي والتوسط في سرعة الرد. ومما يؤثر على استمرار الحوار إيجابية الموضوع وجاذبية، وراحة المستمع له.

مستويات الحوار :
* المستوى الأول : حوار داخلي مع النفس بمحاسبتها وحملها على الحق.ويكون بين النفس الأمارة بالسوء والنفس اللوامة حتى يصل الإنسان للاطمئنان.
* المستوى الثاني: حوار بين أفراد المجتمع الإسلامي وفق اجتهاداته المختلفة عملا بمبدأ:" نصف رأيك عند أخيك" ومبدأ المحافظة على وحدة الصف الإسلامي: نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا عليه.
* المستوى الثالث : حوار بين المسلم وغيره المسلم، وهو حوار يجري وفق مبدأ المدافعة الذي يمنع الفساد وينمي الخير لأعمار الكون، " وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ" البقرة 251.
غــاياته :

للحوار أهداف قريبة وأخرى بعيدة ، فالقريبة تطلب لذاتها دون اعتبار للآخر ، والبعيدة لإقناع الآخرين بوجهة نظر معينة .
آدابــه :

* حسن الخطاب وعدم الاستفزاز أو ازدراء الآخرين. فالحوار غير الجدال، واحترام أراء الآخرين شرط نجاحه، ومن ذلك حوار الأنبياء مع أقوامهم، ومثاله ما أمر الله به موسى وهارون في مخاطبة فرعون: " اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى 43 فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى " طه 44.

ومنه كذلك ما يسوقه القرآن الكريم في معرض الحوار والمناظرة مع المخالفين لنا في الدين والعقيدة ، يقول سبحانه وتعالى : " قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ 24 قُل لَّا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ 25 قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ " سبأ 26.

ومن المناظرات التي نقلها لنا القرآن الكريم مناظرة إبراهيم عليه الصلاة والسلام مع النمرود وفيها يقول سبحانه وتعالى : " 256 اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ 257 أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" البقرة 258

* صدور الحوار عن قاعدة قولنا: " قولي صواب يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب " فالحق ضالة المؤمن أنى وجده فهو أحق به، وضالة كل عاقل هو الحق.

* الرجوع للمرجعية المعرفية عند الحوار بين المسلمين ويتمثل في القرآن والسنة الصحيحة.


الحوار الإسلامي في عهد الرسول


لقد اهتم الإسلام بالحوار اهتماماً كبيراً، وذلك لأن الإسلام يرى بأن الطبيعة الإنسانية ميالة بطبعها وفطرتها إلى الحوار أو الجدال كما يطلق عليه القرآن الكريم في وصفه للإنسان {وَكَانَ الإنْسَانُ أكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلابل إن صفة الحوار أوالجدال لدى الإنسان في نظر الإسلام تمتد حتى إلى ما بعد الموت، إلى يوم الحساب كما يخبرنا القرآن الكريم في قوله تعالى: {يَوْمَ تأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا".

من خلال ذلك نرى أن الحوار لدى الإنسان في نظر الإسلام صفة متلازمة معه تلازم العقل به؛ ولهذا فقد حدد الإسلام المنطلق أو الهدف الحقيقي الصادق الذي ينطلق منه المسلم في حواره مع الآخرين، فالإسلام يرى بأن المنطلق الحقيقي للحوار هو (ضرورة البحث عن الحق ولزوم أتباعه)، {فَمَاذَا بَعْدَ الحَقِّ إلا الضَّلال}، {قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا اْتَّبِعْهُ إْنْ كُنْتُم صَادِقِين"، وهذه إحدى القواعد الأساسية في الحوار الإسلامي.

ولأن الحوار ضروري وملح في الدعوة الإسلامية فقد رسم الرسول الأكرم أروع الأخلاق في الحوار وأحسنها، بل وأسماها وأنبلها؛ لأنها أولاً مطلب إلهي أوصى الله به رسوله في كثير من الآيات القرآنية العظيمة، والتي من بينها قوله تعالى:
{وَجَادِلْهُم بالَّتِي هِيَ أحْسَن"ُ، وكذلك قوله: "ادْفَعْ بالَّتي هِيَ أَحْسَنُ فإذَا الَّذِي بَيْنَكَ وبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيْم" . وثانياً: لأن الرسول صلى الله عليه وسلم بطبعه على خلق كما وصفه القرآن الكريم في قوله تعالى: وَإنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيْم . لأنه - صلى الله عليه وسلم- كذلك فقد جاء بأفضل الأساليب في الحوار نورد أهمها:

أ) أسلوب الشك ووضع الأفكار موضع التمحيص والاختبار، واحترام الرأي الآخر وعدم إسقاطه؛ وإنَّا وإيَّاكُم لَعلَى هُدَىً أو في ضَلالٍ مُبِيْن"
ب) البدء في الحوار بالأفكار المشتركة:
"قُلْ يا أهْلَ الكِتَابِ تَعَالَوا إلى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُم إلا نَعْبُدَ إلا اللهَ ولا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً ولا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أرْبَاباً مِنْ دُوْنِ الله" .

ج) إنهاء الحوار السلبي بالإيجابية والاتفاق:

" قُلْ يا أيُّهَا الكَافِرُون لا أعْبُدُ ما تُعْبُدُون ولا أنْتُم عَابِدُونَ ما أعْبُد ولا أنَا عَابِدٌ ما عَبَدْتُم ولا أنْتُم عَابِدُونَ ما أعْبُد لَكُم دِيْنُكُم وليّ دِيْن" .
" وإنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لي عَمَلي ولَكُم عَمَلُكُم أنْتُم بَريْئُونَ مما أَعْمَلُ وأنَا بَرِيءٌ مما تَعْمَلُون".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
إبن الجبل
مدير المنتدى
مدير المنتدى
إبن الجبل


ذكر عدد الرسائل : 34
تاريخ التسجيل : 09/06/2008

مبدأ الحوار الحر الهادف Empty
مُساهمةموضوع: رد: مبدأ الحوار الحر الهادف   مبدأ الحوار الحر الهادف I_icon_minitimeالأربعاء يونيو 11, 2008 5:19 am

شكرا أختي المشرفة على المرور الطيب و الإضافة القيمة . و أود أن أضيف بدوري إضافة بخصوص تنوع الحوارمع الآخر و مقاصده فهناك مثلا الحوار مع الآخر بحثا عن الحقيقة أو الحق ويلازم هذا النوع من الحوار المجادلة والمحاجة بعرض الأدلة والرد على شبهات الآخر وكشف تهافت أدلته وأصوله، ولا شك أن هذا النوع من الحوار مندوب إليه بضوابط ومحترزات متى تبين لطالب الحق أن المصالح المترتبة عليه راجحة مثمرة، بل هو من الدعوة إلى الله وهو الذي عناه الله تعالى بقوله: (وجادلهم بالتي هي أحسن)..ولكن في حالات خاصة يصبح تركه أولى عندما يرى المحاور أن نظيره غير جاد في طلب الحق، أو ظهر له من تصرفاته أن قصده المشاغبة وإعلان الشتيمة والتلبيس بالشبهات. وهناك نوع آخر من الحوار مع الآخر وهو الحوار بقصد المصالحة والتعايش السلمي والاتفاق على النقاط المشتركة التي يمكن أن تكون منطلقا للتعاون والتعايش ونحو ذلك ، وغالبا ما يكون بين الطوائف المختلفة والأطياف المتضادة في المجتمع بحثا عن مخارج من الاحتقان والاحتراب الطائفي الداخلي، وهناك أيضا نوع من الحوارات قد يدخل في النوع السابق وهو الحوار بين الحضارات والثقافات المختلفة، أو حتى بين الأديان السماوية المختلفة، فهذا يدخل في سابقه إذا كان المقصود منه هو التبادل المعرفي والثقافي والتعايش السلمي بين الشعوب والأعراق وأتباع الأديان المختلفة.

تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة الإسلام
مشرفة
مشرفة
زهرة الإسلام


انثى عدد الرسائل : 1025
تاريخ التسجيل : 15/05/2008

مبدأ الحوار الحر الهادف Empty
مُساهمةموضوع: رد: مبدأ الحوار الحر الهادف   مبدأ الحوار الحر الهادف I_icon_minitimeالأربعاء يونيو 11, 2008 8:26 am

بارك الله فيك أخي الكريم .
أحببت أن أضيف بعض ألوان الحوار :

- ألوان الحوار السلبي :


ألوان الحوار السائدة في حياتنا والمؤثرات في سلوكنا وفى مسيرتنا الحضارية أفرادا وجماعات ولنبدأ بألوان الحوار السلبي :
1. الحوار العدمي التعجيزي : وفيه لا يرى أحد طرفي الحوار أو كليهما إلا السلبيات والأخطاء والعقبات وهكذا ينتهي الحوار إلى أنه لا فائدة ويترك هذا النوع من الحوار قدراً كبيرا من الإحباط لدى أحد الطرفين أو كليهما حيث يسد الطريق أمام كل محاولة للنهوض.

2. حوار المناورة (الكر والفر ) : ينشغل الطرفان (أو أحدهما) بالتفوق اللفظي في المناقشة بصرف النظر عن الثمرة الحقيقية والنهائية لتلك المناقشة وهو نوع من إثبات الذات بشكل سطحي .

3. الحوار المزدوج : وهنا يعطى ظاهر الكلام معنى غير ما يعطيه باطنة لكثرة ما يحتويه من التورية والألفاظ المبهمة وهو يهدف إلى إرباك الطرف الآخر ودلالاته أنه نوع من العدوان الخبيث.

4. الحوار السلطوي (اسمع واستجب) : نجد هذا النوع من الحوار سائدا على كثير من المستويات ، فهناك الأب المتسلط والأم المتسلطة والمدرس المتسلط والمسئول المتسلط ..الخ وهو نوع شديد من العدوان حيث يلغي أحد الأطراف كيان الطرف الآخر ويعتبره أدنى من أن يحاور ، بل عليه فقط السماع للأوامر الفوقية والاستجابة دون مناقشة أو تضجر وهذا النوع من الحوار فضلا عن أنه إلغاء لكيان (وحرية) طرف لحساب الطرف آخر فهو يلغى ويحبط القدرات الإبداعية للطرف المقهور فيؤثر سلبيا على الطرفين وعلى الأمة بأكملها .

5. الحوار السطحي (لا تقترب من الأعماق فتغرق) : حين يصبح التحاور حول الأمور الجوهرية محظورا أو محاطا بالمخاطر يلجأ أحد الطرفين أو كليهما إلى تسطيح الحوار طلباً للسلامة أو كنوع من الهروب من الرؤية الأعمق بما تحمله من دواعي القلق النفسي أو الاجتماعي .

6. حوار الطريق المسدود (لا داعي للحوار فلن نتفق ) : يعلن الطرفان (أو أحدهما ) منذ البداية تمسكهما (أو تمسكه) بثوابت متضادة تغلق الطريق منذ البداية أمام الحوار وهو نوع من التعصب الفكري وانحسار مجال الرؤية .

7. الحوار الإلغائي أو التسفيهي (كل ما عداي خطأ ) : يصر أحد طرفي الحوار على ألا يرى شيئا غير رأيه ،وهو لا يكتفي بهذا بل يتنكر لأي رؤية أخرى ويسفهها ويلغيها وهذا النوع يجمع كل سيئات الحوار السلطوي وحوار الطريق المسدود.

8. حوار البرج العاجي : ويقع فيه بعض المثقفين حين تدور مناقشتهم حول قضايا فلسفية أو شبه فلسفية مقطوعة الصلة بواقع الحياة اليومي وواقع مجتمعاتهم وغالبا ما يكون ذلك الحوار نوع من الحذلقة وإبراز التميز على العامة دون محاولة إيجابية لإصلاح الواقع.

9. الحوار المرافق (معك على طول الخط) : وفية يلغي أحد الأطراف حقه في التحاور لحساب الطرف الآخر إما استخفافا (خذه على قدر عقله) أو خوفا أو تبعية حقيقية طلبا لإلقاء المسئولية كاملة على الآخر .

10. الحوار المعاكس (عكسك دائما) : حين يتجه أحد طرفي الحوار يمينا ويحاول الطرف الآخر الاتجاه يسارا والعكس بالعكس وهو رغبة في إثبات الذات بالتميز والاختلاف ولو كان ذلك على حساب جوهر الحقيقة .

11. حوار العدوان السلبي (صمت العناد والتجاهل) : يلجأ أحد الأطراف إلى الصمت السلبي عنادا وتجاهلا ورغبة في مكايدة الطرف الآخر بشكل سلبي دون التعرض لخطر المواجهة .

كل هذه الألوان من الحوارات السلبية الهدامة تعوق الحركة الصحيحة الإيجابية التصاعدية للفرد والمجتمع والأمة، وللأسف فكثير منها سائد في مجتمعاتنا العربية الإسلامية لأسباب لا مجال هنا لطرحها.


ألوان الحوار الإيجابي :

- حوار متفائل (في غير مبالغة طفلية ساذجة).
- حوار صادق عميق وواضح الكلمات ومدلولاتها.

- حوار متكافئ يعطي لكلا الطرفين فرصة التعبير والإبداع الحقيقي ويحترم الرأي الآخر ويعرف حتمية الخلاف في الرأي بين البشر وآداب الخلاف وتقبله.
- حوار واقعي يتصل إيجابيا بالحياة اليومية الواقعية واتصاله هذا ليس اتصال قبول ورضوخ للأمر الواقع بل اتصال تفهم وتغيير وإصلاح.
- حوار موافقة الهدف النهائي له هو إثبات الحقيقة حيث هي لا حيث نراها بأهوائنا وهو فوق كل هذا حوار تسوده المحبة والمسئولية والرعاية وإنكار الذات .
- حوار تسوده المحبة والمسؤولية والرعاية وإنكار الذات .

ولنأخذ مثلا من الحوار الإيجابي من التاريخ الإسلامي وقد حدث هذا الحوار في غزوة بدر حين تجمع المسلمون للقاء الكفار وكانت آبار المياه أمامهم وهنا نهض الحباب بن المنذر رضى الله عنه وسأل رسول الله : أهو منزل أنزلكه الله أم هو الرأي والحرب والمكيدة ؟ فأجاب رسول الله : بل هو الرأي والحرب والمكيدة.

فقال الحباب : يا رسول الله ما هذا بمنزل وأشار على رسول الله بالوقوف بحيث تكون آبار المياه خلف المسلمين فلا يستطيع المشركون الوصول إليها، وفعلاً أخذ الرسول بهذا الرأي الصائب وكان ذلك أحد عوامل النصر في تلك المعركة .

وإذا حاولنا تحليل هذا الموقف نجد أن الحباب بن المنذر كان مسلما إيجابيا على الرغم من أنه أحد عامة المسلمين وكان أمامه من الأعذار لكي يسكت أو يعطل تفكيره فهو جندي تحت لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يتلقى الوحي من السماء وهناك كبار الصحابة أصحاب الرأي والمشورة ولكن كل هذه الأسباب لم تمنعه من إعمال فكرة ولم تمنعه من الجهر برأيه الصائب ولكنه مع ذلك التزم الأدب الرفيع في الجهر بهذا الرأي فتساءل أولا إن كان هذا الموقف وحي من عند الله أم أنه اجتهاد بشرى فلما عرف انه اجتهاد بشرى وجد ذلك مجالا لطرح رؤيته الصائبة ولم يجد الرسول صلى الله عليه وسلم غضاضة في الأخذ برأي واحد من عامة المسلمين وهذا الموقف يعطينا انطباعا هاما عن الجو العام السائد في الجماعة المسلمة آنذاك، ذلك الجو المليء بالثقة والمحبة والإيجابية وإبداء النصيحة وتقبل النصيحة.

وإذا كانت النظم الديمقراطية الحديثة تسمح للمواطن أن يقول رأيه إذا أراد ذلك، فإن الإسلام يرتقى فوق ذلك حيث أنه يوجب على الإنسان أن يقول رأيه حتى ولو كان جنديا من عامة الناس تحت لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا المستوى من حرية الرأي لا نجده الآن في أكثر الدول مناداة بالحرية فلا يجرؤ جندي أن يشير على القائد الأعلى للقوات المسلحة في أية دولة عصرية بتغيير الخطة العسكرية حيث لا يزال الحوار الفوقي السلطوي هو السائد في المجالات العسكرية على وجه الخصوص حتى في أكثر الدول تقدماً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
admin
مدير المنتدى
مدير المنتدى
admin


ذكر عدد الرسائل : 733
تاريخ التسجيل : 27/03/2008

مبدأ الحوار الحر الهادف Empty
مُساهمةموضوع: رد: مبدأ الحوار الحر الهادف   مبدأ الحوار الحر الهادف I_icon_minitimeالأربعاء يونيو 11, 2008 1:12 pm

يا سلام على الحوار الهادئ والجميل..
بارك الله فيك أخي على الموضوع المتميز..
وشكر الله لأختنا ومشرفتنا زهرة الإسلام على إضافاتها الرائعة..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://al-hafada.ahlamountada.com
اللؤلؤة المكنونة
حافظ ذهبي
حافظ ذهبي
اللؤلؤة المكنونة


انثى عدد الرسائل : 519
تاريخ التسجيل : 30/05/2008

مبدأ الحوار الحر الهادف Empty
مُساهمةموضوع: رد: مبدأ الحوار الحر الهادف   مبدأ الحوار الحر الهادف I_icon_minitimeالأربعاء يونيو 11, 2008 1:29 pm

والله لموضوع جميل بارك الله فيكم حوار في المستوى
واصل اخي واختي زهرة
جزيتم الفردوس الاعلى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محبة الفردوس
عضو مميز
عضو مميز
محبة الفردوس


انثى عدد الرسائل : 706
تاريخ التسجيل : 19/05/2008

مبدأ الحوار الحر الهادف Empty
مُساهمةموضوع: رد: مبدأ الحوار الحر الهادف   مبدأ الحوار الحر الهادف I_icon_minitimeالأربعاء يونيو 11, 2008 3:37 pm

موضوع في القمة تشكر عليه اخي و لن انسى زهرتنا التي عودتنا بابداعاتها تشكرين اختي الغالية على الاضافة بارك الله فيك

تحيتي و احترامي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://al-hafada.ahlamountada.com/index.htm
 
مبدأ الحوار الحر الهادف
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» القواعد الأساسية للحوار .. (مادة الحوار+صفات المحاور+المنصت)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الحفظة للقرآن الكريم :: ..:: القســـــــــــــــم العـــــــــــــــــــام ::.. :: منتدى الحوار والنقاش-
انتقل الى: