إن منطلق فهم التواصل يتبلور في كيفية تواصل الإنسان مع أخيه الإنسان فيجب أن يستعمل الكلمات أو الدلالات التي تمثل نفس المعاني والأفكار الفكرية .. فلن يستطيع عقل إنسان أن يدرك أفكار عقل إنسان آخر إلا إذا استعملت واسطة التواصل المثمثلة في اللغة الموحدة بين الاثنين..عندها يمكن نقل ما يدركه أو ما يشعر به أو يفكر به أحدهما إلى الآخر. فمثلا نحن نرسل ونستقبل حالاتنا المزاجية من وإلى بعضنا البعض إلى الدرجة التي يتم فيها تنظيم للنفس ويكون على اساس خفي . فأحيانا يكون تأثير بعض من يصادفوننا تأثيرا سيئا وأحيانا أخرى يكون التأثير منعشا للذات . هذا التبادل الشعوري العاطفي يحدث من دون أن ندركه حسيا لأنه يتم برهافة...فعندما يتواصل شخصان معا تنتقل الحالة النفسية من الشخص الأكثر قوة في التعبير عن مشاعره إلى الشخص الأضعف.. وهناك أيضا بعض الأفراد أكثر حساسية في انتقال الانفعالات سريعا إليهم .إن محادثة عبر المسنجر أو الهاتف مثلا أو كتابة أو فعل أي شيء للآخرين يكون غالبا بمثابة رسالة إلى فكر آخر .. وكل رسالة فكرية لا يمكن أن تصل وتحدث التأثير المطلوب أو المتوقع .. إذا لم تصل إلى الفكر المستقبل المناسب .. الذي يستطيع فك رموزها و يتأثر بها بالكيفية التي يتوقعها المرسل .. والأهم من ذلك تقبل المستقبل استلامها ودرجة هذا التقبل .. فالرسالة التي ترسل إلى من لا يرغب باستلامها .. أو لا يستطيع فك رموزها ومعرفة معناها المقصود.. لن تحدث الأثر المطلوب. ويمكن أن تحدث أثرا مختلفا غير متوقع .وخلاصة القول إن كل إنسان يجد أحاسيسه وأفكاره وحقائقه واضحة وصحيحة ... ولكن عندما ينقلها لإنسان آخر يجد في أغلب الأحيان عدم تقبل أو تفهم أو إدراك لهذه الأفكار ..أو التصرفات وذلك بسبب اختلاف البنيات الفكرية أو اللغوية أو طريقة المعالجة الفكرية التي استعملت من قبل الاثنين .. بالإضافة إلى اختلاف الدوافع والأهداف والمراجع بينهما .