أبيات عن الصداقة
قال الشافعي:
إذا المرء لم يرعـاك إلا تكلفــا *** فدعه ولا تـكثر عليه التأسفــا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة *** وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فما كل من تهواه يهـواك قلبـه *** ولا كل من صافـيته لك قد صفا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعــة *** فلا خـير في ود يجيء تكلـفـا
ولا خـير في خـل يخـون خليله *** ويلقاه من بعد الـمودة بالجفــا
وينكر عيشاً قد تقـادم عهــده *** ويظهر سراً كان بالأمس قد خفـا
سلام على الدنيا إذا لم يكن بهـا *** صديق صدوق صادق الوعد منصفا
قال علي رضي الله عنه :
فلا تصحب أخا *** الجهل وإياك وإياه
فكم من جاهل أردى *** حليمـاً حين آخاه
يقاس المرء بالمرء *** إذا ما المرء ماشاه
و للشيء من الشيء *** مقاييس وأشباه
وللقلب على القلب *** دليل حين يلقاه
وقال الخوارزمي :
لا تصحب الكسلان في حاجاتـه *** كم صالحٍ بفساد آخـر يفـسـد
عدوي البليد إلى الجليد سـريعةٌ *** والجمر يوضع في الرماد فيخمد
وأنشد الإمام أحمد بن يحيى رحمه الله:
من عفّ خفّ على الصديق لقاؤه *** وأخو الحوائج وجهه مبذول
وأخوك مَنْ وفَّرْتَ ما في كيسـه *** فـإذا استعنت به فأنت ثقيل
قال الشاعر:
تكثّر من الإخوان ما استطعت أنّهم *** بطونٌ إذا استنجدتهم وظـهـور
وليس كثيراً ألف خلًّ وصـاحـبٍ *** وإن عـدواً واحـداً لـكـثـير
فإن الـداء أكـثـر مـا تـراه *** يكون من الطّعام أو الشـراب
وإنّك قلّما اسـتـكـثـرت إلاّ *** وقعت على ذئابٍ فـي ثـياب
فدع عنك الكثير فكـم كـثـيرٍ *** يعاب وكم قليلٍ مسـتـطـاب
وَقَالَ الشَّاعِرُ:
إذَا مَا حَالَ عَهْدُ أَخِيك يَوْمًا *** وَحَادَ عَنْ الطَّرِيقِ الْمُسْتَقِيمِ
فَلاَ تَعْجَلْ بِلَوْمِك وَاسْتَدِمْهُ *** فَإِنَّ أَخَا الْحِفَاظِ الْمُسْتَدِيمُ
فَإِنْ تَكُ زَلَّةٌ مِنْهُ وَإلا *** فَلاَ تَبْعُدْ عَنْ الْخُلُقِ الْكَرِيمِ
وقال أبو تمام:
من لي بإنسان إذا أغضبته *** وجهلت كان الحلم رد جوابه
وإذا صبوت إلى المدام شربت من *** أخلاقه وســكرت من آدابه
وتراه يصغي للحديث بطرفه *** وبقلبه ولعله أدري به
وقال آخر:
فإذا ظفرتَ بذي الوفـــ *** ــاء فحُط رحلكَ في رِحابهْ
فأخوك مَن إن غـاب عنـ *** ـك رعى ودادك في غيابهْ
وإذا أصابك ما يســوءُ *** رأى مصابكَ من مصابهْ
ونراه يَيْجَعُ إن شكوتَ *** كأن ما بك بعض ما بهْ