قطرات الحياة

المكانـ : عالم خاص بها.

الزمانـ : متوقف حسب رغبتها.


تعانق بشدة وساتها وكأنها تتخدها ذرعا، تلمع في عينيها نظرة و كأنها مقبلة على حرب،

تتكلم في صمت، تعاتب في صمت، وتتألم في صمت.

تدمع عيونها لعلها ترطب بها قلب من قسى عليها، تتذكر كل من أذاها، ترفع رمحا من رماحها التي تكسرت

في كل مرة حاولت ان تقلب الآية لصالحها.

تشهق شهيقا كميت يتأسف على حياته، تقرر مغادرة فراشها لكن أيد خفية للحزن تجذبها نحوه، لتكتفي

بإدارة جسدها الهزيل للجهة الأخرى، يصطدم بصرها بصورة لأمها، تضحك ببراءة وكأنها تخاطب أمها :

"قلبك من يفهمني، ورحيلك يعني لي شيئا واحدا اني أصبحت وحيدة في عالم موحش لا مكان لي فيه"

تسمع صوتا يهمس لها : "لا يا ابنتي، لا تدعي الثقة تغادر دروبك، هناك مكان ينتظرك، هناك اشخاص يتمنوك،

هناك شاطئ يحجز لك مكانا ترسين فيه لتخالطي عالمهم الحقيقي وتشاركيهم عالمك ."

تنتصب متفاجئة، تلتفت يمينا وشمالا لا تجد أحدا، وتلاحظ إطار صورة والدتها بين يديها ، ترسم الحيرة

تراسيمها على وجهها الجميل،"هل أصدقك يا أمي ، أم أصدق ما ترى عيني وما يستقر بمسامعي" ،

يدق ناقوس بداخلها فيحررها من أيدي الحزن وكأنها ولدت من جديد، حرية تلاعب مشاعرها ، راحة تغرس تباشيرها في بالها،

و عزيمة تتدفق لقلبها، و نور يتسلل لعقل قد أظلمته قسوة الحياة وتقول:

"لن أدع شيئا يوقفني، سأحقق ما حلمت به منذ الصغر"

تنهض من سريرها ، وتجري كمجنونة تخاف ان تفوت قطار الحياة، حياة غفلت عنها، لتلتحق بها بكل جوارحها واعتقاداتها.