واضعي الاقنعة

موضوع: واضعي الاقنعة الإثنين أغسطس 04, 2008 1:02 pm

واضعي الاقنعة

ابتسامة صادقة، كلمات عذبة، و صدر يتسع لكل ما تود بثه من هموم، هكذا يبدون، أو هكذا نراهم قبل أن تتكشف لنا خيوط الحقيقة و ندرك أن كل ذلك ما هو إلا قناع آخر لوجه أتقن اختيار أقنعته.

في حياتنا اليومية و في محطاتها المتعاقبة و التي نمر بها جميعاً كأنها دستور قرر لنا قبل أن نولد، فمن الروضة إلى المدرسة إلى الجامعة إلى العمل، نواجه أشخاصاً كهؤلاء، نتحدث اليهم نسمعهم و نشعر أنهم قريبون منا، قد نصادقهم و قد نكتفي بإبقائهم على سطح حياتنا و لكن أي كانت المنزلة التي أنزلناهم إياها فنحن سنصاب بالإحباط عندما نكتشف حقيقتهم الكاذبة و ان كل ما جمعنا بهم ما هو إلا قناع كاذب ارتدوه ليوهمونا أننا نشبههم، و قد يزيد الأمر سوأً أن يطعنك أحد هؤلاء في ظهرك و أن يكون قناعه المزيف الذي يلبسه كصديق لك ما هو إلا غطاءٌ لوجه ثعلبٍ ماكر يرتدي قناعاً آخر ليقلب الآخرين عليك!
ربما صدم بعضكم بهذا النوع من الأشخاص مرات عديدة في درب حياته، و ربما كان حولك بعض من هؤلاء دون أن تعلم و دون أن تفكر و لو لهنيهة أن هذا الصديق أو الزميل الذي يبادلك التحية كل يوم ما هو الا عدو لدود!

ما لا أفهمه حقاً هو ما الذي يدفع هؤلاء الأشخاص لأرتداء كل تلك الأقنعة؟ أليس من الأسهل أن يعيش الإنسان حياة طبيعية و يواجه الآخرين بايتسامة عفوية؟ ام ان هؤلاء الأشخاص قد كرهوا وجوههم الحقيقية إلى درجة دفعتهم لتغطيتها بآلاف الأقنعة، قناع يناسب كل شخص يلتقونه ليكونوا الأفضل في عيون الجميع؟
كيف يشعر الواحد منهم يا ترى؟ أم تراه قد أنسجم في الدور إلى درجةٍ جعلت أقنعته جزءاً من وجهه و نفسه؟

أسئلة كثيرة لا أجد جواباً شافياً لها، و لكنني في ذات الوقت وجدت جواباً لسؤالٍ آخر قد يكون أهمها؛ و هو السبب الذي يدفع بهؤلاء لرفض ذواتهم و اخفائها تحت كل تلك الأقنعة، أنه عدم الرضى عن شخصهم الحقيقي، و شعورهم بأنهم أقل شأناً من الآخرين. شعور عادة ما يربيه لديهم والديهم منذ نعومة أظفارهم، بالمقارنة تارة مع الآخرين و تارة أخرى بالانتقاد و التعليقات اللاذعة الجارحة التي تقنع الطفل شيئا فشيئا بأنه أقل من أقرانه و تفقده الاحترام لذاته فيبدء باختلاق الأكاذيب ليحوز اهتمام من حوله، و يكبر شيئاً فشيئاً و تكبر تلك الأكاذيب معه لتلفه في عالم من الأقنعة و التصورات الخيالية لحياة لم يعشها و أشخاص لم يكنهم، ليستيقظ صباح ذات يوم وحده و قد ابتعد عنه جميع من خدعهم باقنعته و تركوه وحده خالياً حتى من نفسه!

منقول

مشرفة عدد الرسائل : 1025 تاريخ التسجيل : 15/05/2008

من المؤسف حقا أن يكون لك صديق حنون ، وفي ، خلوق ، ثم تكتشف فيما بعد أن كل هذه الصفات ماهي إلا قناع يخفي من ورائه الزيف و الخداع و الغدر.
و لكن تأكد يا أخي أن هذه الأقنعة هي صناعية يعني مآلها الصدأ و السقوط بعدها سترى كل على حقيقته.

موضوع جميل
بورك فيك

نعم اختي في الله

كلامك صحيح

اللهم احفظنا منهم

واحفظنا ان نكون منهم

جزاك الله خيرا على مرورك الطيب

وفقك الله