سيدتي الفاضلة.. هل تقبلين؟؟؟
في ظل التغيرات - الاجتماعية والاقتصادية والسياسية - التي طرأت على العالم الإسلامي.. حيث اختلطت المفاهيم.. وانقلبت الموازين.. فصار الحق باطلا والباطل حقا.. وصار المعروف منكرا والمنكر معروفا.. صرخ شاب مفجوع.. ذو قلب موجوع.. ليكتب هذه الرسالة لفتاة أحلامه.. ليخبرها بنظرته الخاصة لحياة الزوجية..
فكانت هذه الكلمات..
سيدتي الفاضلة..
أقترح عليك - بعدما اخترتني شريكا لحياتك - أن تقومي بخطبتي من والدي أو والدتي.. فإن وافقوا فقد وافقتُ لكن بشروط كالآتي:
* أن تكوني موظفة سامية.. لا يهم أستاذة أو محامية.. أو وزيرة أو قاضية.. فوظيفتك كانت وظيفتي الغالية.. لولا أنهم قالوا : سبقتكَ بها فلانة الفلانية..
* أن تكون سيارتك فخمة فخمة.. تبدو للناظر من بعيد ضخمة.. وتسير في الطريق السيار كما تسير في الزحمة..
* أن تَصْدُقيني بصَداق أمثالي.. بما لا يحُط من قدري ومن شاني.. أمام زملائي وأقراني..
* أن يكون عرسي بقاعة " البهجة ".. لما فيها من الانشراح والسرور والبهجة.. وإسعاد الأهل والأصحاب والفرجة.. وإنفاق المال والمهجة..
* أن تكون داري كدار جاري.. لا تقل عنه في شيء من متطلبات سعادتي واستقراري.. وإلا فتوقعي نشوزي واستنكاري.. وعويلي وبكائي مثل حمار..
* نفقات البيت من حقك أنت.. فأنت ربة بيتي.. وأنت أمُّ بنيني وبناتي..
* لأني لا أذكر كل شروطي في الحاضر.. عليك أن تقبلي كل شروطي في المستقبل بدون حدوث صراع أو مشكل..
وفي المقابل هذا ما سأقدمه لك من خدمات.. لأن كل عَقد فيه أخذ وهات:
* لا تحملي هم شؤون البيت.. فأنا لها بالمرصاد.. سأطبخ حبي وودادي.. وأفرش فرشي ووسادي.. وأغسل لبسي بجهادي.. وسأكفيك شر عَناء وسُهاد..
* لن أنسى يوماً قهوتك في كل صباح.. وكذاك جريدتك في كل عشية.. لأني أعلم أني زوجُ امرأة ذاتُ قضية..
* أتحمل مسؤوليتي في الإرضاع.. وإن كان حليب الأم لا يوجد عند الباعة.. فسأرضع طفلي بالكأس أو بالرضَّاعة..
* لك مني السمع والطاعة.. فإذا ناديتني جئتك في الساعة.. ولو خفتُ على شُغلي ضياعَه..
* لن أخرج من بيتك.. إلا بإذن من شخصك.. مع تقرير مكتوب بعد رجوعك.. تجديه على الكرسي أو في غرفة نومك..
* سأكون لك عبدا.. فإن شئت قُربا؛ قُربا.. وإن شئت بُعدا؛ بُعدا.. فأنا بالنسبة لك أبقى عبدا..
* أتنازل عن حقي في القوامة والعصمة.. ولك حق طلاقي في النور وفي الظلمة.. ولن أقول ولا كلمة..
هذه كل خدماتي.. أقدمها على طبق من فضة.. لعلك - سيدتي - أن ترضَيْ.. أو أن تعجبك بعض صفاتي.. فأنا رجل غيَّرَ كل سمات " الرجالة "..
سيدتي الفاضلة..
بعدما قرأت هذه الرسالة.. ترى ماذا سيكون جوابك؟؟
هل تقبلين بهذا الزواج؟؟ أم أنك ترفضين؟؟
أنتظر إجابتك من أعماق فؤادك وضميرك..
تعقيب لابد منه..
إنه لمما يحز في النفس ويؤلمها.. أن يتخلى كل من الرجل والمرأة عن المهمة التي خلقه الله لها.. ليتقمص شخصية الآخر ويقوم بدوره.. مع ما يُحدث ذلك من تشويه في المهام والأدوار.. وضياع للأجيال تلو الأجيال.. والمتضرر من ذلك هو المجتمع الإسلامي.. الذي نعلق عليه الآمال في تضميد آلام الأمة.. ورفع رايتها خفاقة بين الأمم..
إن كل امرأة شغلت منصبا أو وظيفة خارج بيتها.. إنما منعت رجلا أحقُّ منها بذلك المنصب.. فوظيفة المرأة ليست في ارتقاء المناصب والوظائف.. بل إن وظيفتها أكبر من ذلك.. إنها صانعة الرجال.. ومخرجة الأجيال.. وبانية الأبطال..
إن وظيفة الرجل لم تكن في يوم من الأيام - ولن تكون - بين جدران البيت ولا تحت سقفه.. إلا بالشكل الواجب والمطلوب منه.. من تفقد أحوال أهل بيته وبنيه.. وجلب الرزق والقوت لذويه.. والنظر في شؤونهم الدينية والدنيوية.. فإذا ما حصل العكس وخرجت المرأة للعمل وجلب القوت.. وأصبح الرجل عاطلا عن العمل.. أو يعمل عملا لا يفي بمتطلبات حياته.. فإنه يتعين قلب الأدوار.. ويتعين تحويل الواجبات - كالصداق والنفقة - التي هي من مسؤوليات الرجل لتصير من مسؤوليات المرأة.. وعلى النقيض من ذلك تتحول واجبات المرأة لتصبح من واجبات الرجل.. وهذا هو المسخ بعينه.. إنه مسخ الواجبات والمهام والأدوار.. الذي ينتج عنه مسخ في الأخلاق والصفات والأفعال..
أسأل الله أن يهدي شباب هذه الأمة ونساءها.. وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه.. وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه..
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..