ينادي البعض بالمساواة بين المرأة و الرجل مع علمهم المسبق بالاختلاف الظاهر بينهما و يحاولوا جعل المرأة ند للرجل لا مكمل له, و من هنا يقع بعض المتحررين بالأخطاء تماما كما يقع فيه بعض الدارسين للمبادئ الإسلامية الجليلة وذلك عند رفض مبداء المساواة ولو بشكل غير مباشر دون طرح أي فكرة متكاملة بديلة.
للأسف يفهم البعض المساواة على أنها العدالة, بينما المساواة لا تعني العدالة إلا بحالة واحدة, وهي عندما يكون للأطراف نفس الحقوق و الواجبات, فمثلا المساواة بين المواطنين هي عدالة فقط لان الجميع يتمتع بنفس الحقوق و الواجبات. أما عندما لا تتساوى الحقوق والواجبات تصبح المساواة أمرا غير منطقي لا يمكن تطبيقه فهي تظلم الرجل في بعض الحالات و أخرى تظلم المرأة.
ما نحتاجه هو المطالبة بالعدالة بين الرجل والمرأة , وهو ما يؤدي إلى قيادة الأسرة من قبل الزوج الأصلح ذكر كان أم أنثى أو من الزوج الذي يقوم بالصرف عليها أي الأسرة وهو على الأغلب و للأسف الرجل. كما يحق للمرأة ما لا يحق للرجل مثل الأمومة في حال الانفصال وغيرها بما يتناسب مع واجباتها.
فزيادة حقوق المرأة ينطلق من زيادة واجباتها, وكل امرأة هي حالة خاصة فالتعميم هنا يظلم أو يعطي حقوقا غير مبررة للبعض. فلندع المرأة تنتقي واجباتها و حقوقها بما يتناسب مع بيئتها. كل ما يمكننا فعله هو التمسك بالتعاليم السمحة و السماح لها بفرض حضورها , فلندعها تكسب حقوقها تلقائيا دون المن عليها بإعطائنا إياها.
يجدر الذكر أن ألد أعداء المرأة في مجتمعاتنا و التي تقف أمام نيل حقوقها هي المرأة نفسها, فهناك من يعتبرن أنفسهن اقل قدر من الرجل و يعملن على هذا الأساس و منهم من يعتبرن أنفسهن أعلى من الرجل قدرا بكل المقاييس لدرجة تجعل الرجل يمل من الدفاع عنهن. اعتقد أن على المرأة العربية التخلص من عقدة المقارنة مع الرجل, فهي لا تشبهه, كما انه ليس بمقياس لدرجة الأهمية بالمجتمع.
أخيرا الدعوة للمساواة بين الرجل و المرأة تظلم المرأة و الرجل معا. يجب علينا كمجتمع متحضر أن نطالب بحقوق المرأة انطلاقا من واجباتها نحو أسرتها و مجتمعها...