المرأة أم وزوجة وعاملة ومجاهدة ..تروي الأحاديث وتفتي في الدين بل وتدخل في السياسة وتساعد الحاكم وتشير عليه (كما أشارت أم سلمة على الرسول بحلق رأسه يوم الحديبية وغيرها من الأمثلة كثير)...فلماذا هذه الانتكاسة في هذا العصر ؟.....لقد همش دور المرأة اليوم لدرجة أن بعض الناس أصبح يتعامل مع اسم المرأة وكأنه عورة .. وقد قرأت مقال الأخ حسين شبكشي ولفت انتباهي لهذا الأمر......فبعض الناس يطلقون على زوجاتهم (الأهل الله يكرمك) والآخرين (الحرمة الله يعزك) وآخرين (المرة) وآخرين (أم العيال) وآخرين نعوتا غريبة..لماذا لا ينادي الرجل المرأة باسمها بين أصحابه ؟؟..هل أصبح اسم المرأة عورة ؟....آه يا رسول الله....عندما سألك أحد الصحابة : من أحب الناس إليك يا رسول الله فقلت بملئ فمك أمام الناس أجمع (عائشة).....لا أدري ما أصل الحرج من ذكر اسم الزوجة أو الأخت عند البعض ولا أدري ما الحكمة منه ؟...
يكفي النساء فخرا أن أول من اعتنق الدين الإسلامي على وجه الأرض امرأة (خديجة رضي الله عنها)...وإني لأتعجب وأنبهر كلما تفكرت في تصرف الرسول صلى الله عليه وسلم عندما نزل فزعا خائفا من غار حراء بعد نزول الوحي لأول مرة....فأين ذهب ؟..لم يذهب إلى أعز أصدقائه أبو بكر ..ولم يذهب إلى عمه الذي رباه أبو طالب...ولكنه ذهب وارتمى في أحضان زوجته خديجة...أي زوج هذا ؟..أي علاقة زوجية هذه ؟...أي مكانة وثقة في المرأة أحسها وطبقها الرسول مع زوجته خديجة....نحن أمة نفتخر أن الذي ثبت رسولنا محمد وأعانه في شدته الأولى كانت امرأة ....نعم ونقولها بأعلى صوت ...
يقال أن المرأة نصف المجتمع..ولكن حيث أن المرأة هي التي تربي النصف الآخر فأنا أقول أن المرأة هي كل المجتمع...وأنا على إيمان ويقين أن عزة الأمة الإسلامية لن تأتي إلا على يد أمهات أخلصوا في أمومتهم فأنجبوا لنا أمثال عمر بن عبد العزيز وصلاح الدين وغيرهم من الرجال....
اللهم أصلح نساء المسلمين واجعلهن خير أمهات لنصرة دينك يا أرحم الراحمين ...