بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد :
يحتاج الإنسان المسلم إلى التذكرة والتبصرة بين الفينة والأخرى.. ويحتاج إلى الاستيقاظ من غفلته المطبقة عليه وعلى مجتمعه.. ويحتاج إلى إبصار طريقه ومعالمها ليتجنب معاثرها ومزالقها.. يحتاج ويحتاج ويحتاج...
لكن.. أنَّى لحاجياته أن تتحقق ولمطالبه أن تقبل ولرغباته أن تنفذ ولدعواته أن تجاب!! أنى له أن يرقى بنفسه ومجتمعه إلى ركب الحضارات العالمية فيَنْقُذها ويجدد حضارته الإسلامية التي انتهت بانتهاء خلافتها الإسلامية!! أنى لهذا المسلم أن يعيش مطمئنا بين أهله وعشيرته وهو يرى ويسمع ما لا يرضي العباد ولا رب العباد!!
فهو في مجتمع يغلب عليه الطابع الغربي والنموذج الأمريكي.. في مجتمع قل حياؤه وإيمانه.. في مجتمع نزعت فيه المرأة حجابها وحيائها وغطت به القرآن الكريم.. في مجتمع انسلخ من عقيدته وقلد أعداءه في كل صغيرة ساقطة وكل كبيرة منحطة..
وأوجه الحديث إلى المرأة والفتاة المسلمة..
فإلى كل فتاة مسلمة..
وإلى كل أم مسلمة..
وإلى كل أخت مسلمة..
وإلى كل زوجة مسلمة..
إلى أمي وأختي وزوجتي وبنتي.. أهدي هذه الكلمات..
لقد ظهرت جهات عديدة تنادي وتطالب بحقوق المرأة.. تدعوا إلى النظر في قضية نصف المجتمع المعطل المهمش المظلوم المقهور المحارب.. قل كل ما يخطر ببالك من المعاملات السيئة والألفاظ المستهجنة التي تظلم بها المرأة في مجتمعاتنا الإسلامية..
ولتقصي أسباب ومنطلقات هذه اللجان والجهات المنظمة تحت شعار " حقوق المرأة ".. نتعرض لحقيقة هذه الدعوات.. فنقول بإذن الله:
إن هذه الدعوات لم تخرج عن كونها دعوات علمانية إلحادية كفرية.. أو دعوات إسلامية إيمانية دينية..
فأما الأولى - العلمانية - فهي تنادي بحقوق المرأة من منطلقات إنسانية بشرية.. فكما أنها تعطي الحقوق للحيوان تعطي الحقوق للإنسان.. والمرأة إنسان.. (1)
وأما الدعوات الإسلامية فهي تدعوا من منطلق رباني واحد.. إلا أن الطريقة مختلفة وغير موحدة.. فمنهم من تأثر بالدعوات العلمانية إلى حد كبير وهم الأغلبية.. ومنهم من تطرف وتشدد وهم الشواذ.. وهناك أهل الوسطية والاعتدال الذين ينادون بإصلاح المجتمع كله.. والمرأة جزء من هذا المجتمع.. فله نصيبه من الإصلاح والتوجيه.. فكيف هي طريقة كل واحدة من هاته الفرق؟؟ وبماذا يطالبون؟؟
إن العلمانيين والملحدين الكافرين ينادون بالمساواة بين الجنسين.. فالمرأة عندهم تساوي الرجل.. فلا فرق بين المرأة والرجل في كل شيء.. فماذا حدث؟؟ لقد أصبحت المرأة سلعة تباع وتشترى من منطلق حقوق المرأة.. فترى في كل إشهار جسدها عاريا أو شبه عار.. حتى في إشهار عجلات السيارات.. فأية علاقة تجمع بين المرأة والعجلات؟؟ هل توضع المرأة في "السوكور" فإذا فسدت عجلة وضعت هي بدلها؟؟ أم ماذا يعنون؟؟
إنهم يريدون تشييء المرأة.. يريدون جعل المرأة كالمتاع يباع أو يكترى ثم يرمى إذا أصبح باليا.. فها هي القنوات التلفزية والمواقع الأنترنيتية تؤكد ذلك.. فترى الإباحية قد أصبحت شيئا مباحا معمولا به في الأنظمة الدولية والعالمية.. فهل من الحقوق أن تبث وتنشر الصور والأفلام التي تهين المرأة الشريفة وتجعلها تشمئز من كونها من النساء..
والعجب أن تجد من هم من بني جلدتنا ويتكلمون بلغتنا يوافقون على مثل هذه الحقوق بل ويدعون إليها ويتشبثون بها..
ماذا جنينا من اتباع دعاة حقوق المرأة؟؟ كثر الاختلاط.. وكثر أبناء الزنا.. وكثر الطلاق.. وقل الحياء.. وانعدمت الأخلاق.. وعزف الشباب عن الزواج.. وكثرت البطالة.. وانتشرت الجريمة والرذيلة..
وترى المؤسسات والمنظمات النسائية ممن جمعن كل مطلقة وعانسة.. وكل ذات مرض نفسي ومعقدة.. ممن قل حياؤهن وانعدم إيمانهن.. ظاهرهن يؤكد على أنهن أذناب للغرب في بلد الإسلام.. فالسفور والتبرج والاختلاط عندهن أمر عادي لا مشكلة فيه ولا ضرر.. مسخ فطري و تشويه خلقي وخلقي!!
إنهم يريدون أن يجعلوا المرأة سلاحا يدمر به المجتمع الإسلامي.. وقد بلغوا في ذلك شأوا متقدما.. لقد علموا أن صلاح المجتمع رهين بصلاح المرأة.. فقاموا بإفسادها وتعطيل دورها.. قال أحد زعمائهم: متى نزعت المرأة الحجاب وغطت به القرآن فقد انتصرنا على المسلمين..
إن المطلع من قريب على اعترافات ومشاهير المغنيات والممثلات الغربيات.. يجد أن لذة الحياة ليست في الشهرة أو في المال أو في العمل بجنب الرجل.. بل في تحقيق الدفء الأسري وتكوين أسرة ورعايتها.. هذا هو دورك أيتها المرأة؛ تربية أجيال كأجيال الصحابة والتابعين وتابعيهم ممن فتحوا البلاد وعمروها وأقاموا دين الله فيها..
إن المرأة لن تحصل على حقوقها حتى تقوم بواجباتها التي أوجبها عليها الإسلام.. فمن ابتغى العزة في غير الإسلام أذله الله.. وأنت أيتها المرأة إذا ابتغيت أن تعود لك حقوقك فقومي بواجباتك.. التزمي شرع الله.. وارتدي الحجاب والزمي العبادات والطاعات.. حينها تعيشين السعادة الحقيقية.. فليست السعادة في مرافقة حبيب.. ليست السعادة في وظيفة طبيب.. ليست هذه هي السعادة عند عاقل لبيب.. إن السعادة هي السعادة الدائمة.. في الدنيا والآخرة.. لا من يسعد سعادة ناقصة في الدنيا.. ثم هو في الآخرة هو من المقبوحين..
فهل مازال هناك عاقل فطن لم تحرف فطرته ولم تشوه مبادئه.. يقول بالمساواة الباطلة والحقوق الزائفة!!
اللهم صل وسلم وبارك على النبي محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
--------------------------------
(1) إن قولنا بأن المرأة إنسان فهذا مما لا شك فيه.. لكن سمعنا عن عقد مؤتمر عالمي- لعله في ابريطانيا- يبحث قضية كون المرأة إنسان أم هي مخلوق آخر غير الإنسان!! وبذلك تبقى المرأة محط خلاف عندهم...
في يوم الثلاثاء 14/01/2003
موضوع: نظرة في حقوق المرأة وواجباتها.. بقلمي المتواضع.. 
الأحد يونيو 22, 2008 8:46 am
