admin مدير المنتدى
عدد الرسائل : 733 تاريخ التسجيل : 27/03/2008
| موضوع: ظهر الفساد في البر والبحر.. بقلمي المتواضع.. الأربعاء مايو 28, 2008 1:55 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد : فإن فساد المجتمع الإسلامي على الخصوص والمجتمع العالمي على العموم شيء لا شك فيه ولا ريب.. فما هي أسباب هذا الفساد ؟؟ وما هي نتائجه ؟؟ وكيف السبيل للخلاص منه ؟؟.. هذا ما سأحاول التطرق إليه في هذه السطور إن شاء الله تعالى.. فأقول: أولا: الأسباب:قال الله جل وعلا: (( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون )).. هذه آية جامعة شاملة يمكننا الانطلاق منها لتحديد بعض أسباب الفساد.. قال تعالى: (( ظهر الفساد في البر والبحر )).. لماذا ؟؟ لماذا ظهر الفساد ؟؟ فيأتي الجواب مباشرة: (( بما كسبت أيدي الناس )).. وماذا كسبت أيدي الناس حتى يظهر هذا الفساد ؟؟ لقد كسبت الحرام فارتكبت المحذور والممنوع.. ويا ليت اليد وحدها كسبت الحرام.. ولكن البدن بأكمله والنفس معه غرقا في الحرام.. وأول المحرمات التي ظهرت لتفسد في البر والبحر؛ الشرك بالله ودعاء غيره معه ؛ من أولياء لا ندري ولايتهم كيف كانت وكيف صارت.. ومن حجر وشجر يتبركون بها لا ندري من أين اكتسبت بركتها لنفسها حتى تعطيها لغيرها ؟!! هذا الشرك الجلي الظاهر.. أما ما خفي فهو أكثر من أن يحصى أو يحد.. فمن زيارة الأضرحة والاعتقاد في أصحابها بالنفع والضرر, وزيارة المشعوذين والدجالين وتصديقهم.. إلى الحلف بغير الله وإشراك غيره معه.. كقولهم : ما شاء الله وشئت.. إلى غير ذلك من المزالق التي إن نصح صاحبها أخذته العزة بالإثم.. لقد كان الشرك أفظع المحرمات لأن صاحبه يخلد في النار إذا لم يتب من عمله الشركي المنافي للتوحيد.. هذا التوحيد الذي مكث النبي صلى الله عليه وسلم يدعو إليه طيلة ثلاثة عشرة سنة.. بل ودعا إليه الأنبياء كلهم وجعلوه أساس دعوتهم.. قال تعالى : (( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت )).. فالله الله في هذا الأصل الأصيل والركن الرئيس والركيزة الأساس.. لا تضيعوا أعمالكم بالشرك.. فهو سر البلاء.. وسبب الفساد والوباء والغلاء.. ومن بين أسباب الفساد بعد الشرك ؛ الاستهانة بأوامر الدين الإسلامي ونواهيه.. فلا صلاة تقام ولا مساجد تعمر.. ولا زكاة تعطى.. ولا صوما صحيحا.. ولا حجا مبرورا.. إنما السمعة والرياء.. والتثاقل عن أداء الواجبات المتحتمات.. والكسل عن الباقيات الصالحات.. فأصبح الدين قشر ولب.. وقُسم إلى واجبات ضرورية.. وأخرى للإنسان فيها الحرية.. يختار وينتقي.. يصطفي ويجتبي.. وأصبح الإيمان في القلب عند العامة الطامة.. ولقد كذبوا ورب الكعبة.. فالإيمان قول باللسان.. وتصديق بالجنان.. وعمل بالجوارح والأركان.. هذه الاستهانة بأركان الإسلام والإيمان.. أما ما دونهما فحدث ولا حرج.. اختلاط ومجون.. غش وخداع.. فتيات متهتكات.. وفتيان جعلوا اللامبالاة شعارهم في الحياة.. زنى وفسق ولواط وسحاق ومخدرات ومسكرات.. غفلة مسيطرة.. وضلال بين واضح جلي ظاهر.. هروب من الآداب ومكارم الأخلاق إلى السوء وضيق الخناق.. عشرة فاسدة.. وخلال سيئة متعمدة.. ولو قعدنا نذكر القبائح والمراذل والمهاجن لما اتسع المقام.. ولأفنينا الأيام والأيام.. والأعوام تلو الأعوام.. ولا يسعنا إلا الإشارة ففيها غنى عن الإطالة.. واللبيب بالإشارة يفهم.. ثانيا: النتائج:بعودتنا إلى الآية منطلق الأسباب؛ نجد رب الأرباب يقول فيها: (( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا )).. فقوله جل جلاله: (( ليذيقهم بعض الذي عملوا )) هو النتيجة الحتمية للفساد الذي ظهر.. فأعظم النتائج نزول البلاء والوباء.. وارتفاع البركة من الأرض إلى السماء.. فالسماء تمطر ولكن لا محصول ولا محصود.. والأرض تنبت ولكن لا زرع ولا مزروع.. هذه النتائج المعنوية.. أما النتائج المادية المباشرة فأولها؛ سيطرة اليهود على العالم.. واحتلالهم لأرض فلسطين والمسجد الأقصى الذي بارك الله ما حوله.. ثم الذل والهوان الذي يسلطه أعداء الإسلام على المسلمين.. وتأخر المسلمين اقتصاديا وصناعيا وسياسيا.. ماديا ومعنويا.. وإن ما يحدث في العراق وحدث في أفغانستان ويحدث في فلسطين وسيحدث في دول أخرى.. إنما حدث كنتيجة تلقائية لفساد الأنظمة الإسلامية.. فالتفرقة تنخر عظام الأمة.. والتشتت يأكل من لحومها.. والجهل يشرب من دمائها.. والتعصب يقطع قلبها.. كل ذلك وغيره مما يحرق الأحشاء ويفتت الأكباد فساد ظاهر.. ولكن.. لقد آن الأوان لهذا الفساد أن يزول.. لقد آن الأوان للأمة الإسلامية أن تصحو من سباتها وأن تمحو غبار ذلها وهوانها.. وترفع مسؤوليتها على عاتقها.. وتعود عودة أكيدة إلى مجدها وعزها.. وهنا نتطرق إلى المحور الأخير الذي يعالج قضية الخلاص من هذا الفساد.. ثالثا: سبيل الخلاص: بعودتنا إلى الآية الآنفة الذكر من جديد نستطيع أن نستخلص بعض الحلول الأساسية لمشكلة الفساد الظاهر.. قال جل وعلا : (( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا )).. لماذا كل هذا ؟؟ الجواب: (( لعلهم يرجعون )).. إلى أين يرجعون ؟؟ وإلى من ؟؟ يرجعون إلى الله ويعودون إليه.. فيوحدونه ويعبدونه كما أمر.. وينتهون عما نهى عنه وزجر.. كيف يمكننا أن نحقق ذلك؟؟ الجواب: عن طريق تصفية الدين من الشوائب والبدع.. وتطهير النفس من الأرذال والأنجاس والأفكار والخواطر السيئة.. ثم تربية النفس على المحامد ومحاسن الأخلاق.. وقبول الحق بدليله.. فإذا تم لنا هذين المفهومين: التصفية والتربية.. بقي فعلينا أن ننتظر النصر والعز والمجد.. نعم.. عندما نرجع إلى ما كان عليه أسلافنا يرجع لنا عزهم ومجدهم.. قال صلى الله عليه وسلم: ( إذا تبايعتم بالعينة ورضيتم بالزرع وأخذتم أذناب البقر وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ).. فهل أنتم راجعون ؟؟ وهل أنتم عائدون ؟؟ أم أنتم معاندون ؟؟ ولدينكم منكرون ؟؟ ولنبيكم جاحدون ؟؟ ولنعم الله ناقمون ؟؟ إن علينا أن نربي جيلا عمليا.. لا يقدم بين يدي الله ورسوله.. ولا يتفلسف في أمور الدين.. وإنما يأخذ دينه بعلم ويعبد ربه عن علم بالكتاب والسنة على فهم سلف الأمة.. لأن سلفنا أدرى منا بمعاني الكتاب والسنة.. ففيهم نزلت آيات القرآن.. وبينهم عاش الرسول العدنان.. قال الله تعالى: (( وما كان لمومن ولا مومنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن تكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا )).. وفي الأخير أنبه نفسي وإخوتي إلى أنه ينبغي على كل مسلم أن ينظر عمن يأخذ دينه.. فلقد كثر في هذا الزمان المتعالمون من العوام والخواص على السواء.. فتجد الرجل يتكلم ويفتي في الدين ويقول: "في رأيي"و"حسب ظني".. إلى غير ذلك من التعابير التي تدل على جهله المركب وفقره المدقع.. وأعجب عجبا كبيرا حين أجد أن كل الناس يتكلمون في الدين ويناقشون أصوله وفروعه وأحكامه.. في حين أن النجار لا يناقشه الحداد في نجارته والعكس صحيح.. فكل صاحب اختصاص أدرى باختصاصه من غيره إلا في الدين.. فيتصدى له العالم والجاهل.. العاقل والأحمق.. البالغ والقاصر.. فأصبح الدين مشوها قد كثرت حوله الشبهات والشهوات.. قال أحد الحكماء : لو سكت الجاهل لسقط الخلاف.. ولكن يأبى الله جل وعلا إلا أن يبتلي عباده المؤمنين المخلصين بأمثال هؤلاء الجهلة المارقين.. أمثال هؤلاء المتعالمين المتفيقهين.. الهمج الرعاع أتباع كل ناعق ومتشدق.. فهلا سكت الذي لا يعلم وترك العلم لأهل الاختصاص ؟؟ وهلا عرفنا أن الدين يؤخذ بالعلم ولا يؤخذ برأي فلان أو علان ؟؟ هلا عرفنا أن العلم بدليله لا بقائله ؟؟ فهل نحن منتهون ؟؟ ولربنا حامدون شاكرون ؟؟ ولنبينا متبعون ؟؟ وبصحابته مهتدون مقتدون ؟؟ اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه يارب.. وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
الجمعة 28/02/2003 | |
|
admin مدير المنتدى
عدد الرسائل : 733 تاريخ التسجيل : 27/03/2008
| موضوع: رد: ظهر الفساد في البر والبحر.. بقلمي المتواضع.. السبت مايو 31, 2008 10:37 pm | |
| | |
|
محبة الفردوس عضو مميز
عدد الرسائل : 706 تاريخ التسجيل : 19/05/2008
| موضوع: رد: ظهر الفساد في البر والبحر.. بقلمي المتواضع.. الأحد يونيو 01, 2008 2:30 am | |
| طريقة العرض رائعة و تسلسل الافكار جعل من موضوعك مشوق و قيم حقا تحية لك على هذا الابداع جعله الله في ميزان حسناتك ان شاء الله | |
|
ماشي في نور الله حافظ ذهبي
عدد الرسائل : 108 تاريخ التسجيل : 05/06/2008
| موضوع: رد: ظهر الفساد في البر والبحر.. بقلمي المتواضع.. الخميس يونيو 12, 2008 12:18 pm | |
| إلى أين يرجعون ؟؟ وإلى من ؟؟ يرجعون إلى الله ويعودون إليه.. فيوحدونه ويعبدونه كما أمر.. وينتهون عما نهى عنه وزجر.. هذا هو بيت القصيد صديقي جزاك الله الجنة أخي | |
|
admin مدير المنتدى
عدد الرسائل : 733 تاريخ التسجيل : 27/03/2008
| موضوع: رد: ظهر الفساد في البر والبحر.. بقلمي المتواضع.. الخميس يونيو 12, 2008 5:33 pm | |
| وجزاك أخي الفردوس الأعلى.. وجعلني وإياك إخوانا متقابلين على سرر متكئين.. | |
|
ماشي في نور الله حافظ ذهبي
عدد الرسائل : 108 تاريخ التسجيل : 05/06/2008
| موضوع: رد: ظهر الفساد في البر والبحر.. بقلمي المتواضع.. الجمعة يونيو 13, 2008 11:34 am | |
| | |
|
ابواسية مشرف
عدد الرسائل : 170 العمر : 45 تاريخ التسجيل : 22/07/2008
| |