وأجاب عن السؤال كبير طلبته قاضي الجماعة بتونس الشيخ الفقيه أبو مهدي عيسى الغبريني: الصواب جواز الدعاء بعد الصلاة على الهيئة المعهودة إذ لم يعتقد كونه من سنن الصلاة وفضائلها أووا جباتها، وكذلك الأذكار بعدها على الهيئة المعهودة كقراءة الأسماء الحسنى ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مرارا ثم الرضي عن الصحابة رضي الله عنهم وغير ذلك من الأذكار بلسان واحد.
قلت: قال في الإكمال: في تعليم النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء أدبار الصلوات وحضهم عليه وفعله له يدل على عظيم موضع الدعاء وفعله، وأن من مواطنه المرغب فيها إثر الصلوات، وفي إكمال الإكمال ذكر عبد الحق أماكن قبول الدعاء، وأن منها الدعاء إثر الصلاة كفعل الأئمة والناس اليوم.
وكان الشيخ الصالح أبو الحسن المنتصر يدعو إثر الصلاة، وذكر بعضهم أن في كراهيته خلافا، وأنكره الشيخ ابن عرفة وقال: لا أعرف فيه كراهة.
قلت: إن عنى بقوله لا أعرف فيه كراهة أي لمتقدم فصحيح، وإن عنى مطلقا ففيه شيء لأن الشيخ شهاب الدين القرافي رحمه الله ذكرها في آخر قواعده وعللها بما يقع في نفس الإمام من التعاظم.
- المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوى علماء إفريقية والأندلس والمغرب، أحمد بن يحيى الونشريسي دار الغرب الإسلامي ،بيروت 1401/1981.ص281-282.